التجربة الأولى
بكل أمل أشارككم تجربتي مع فشل المبيض، علّني أتمكن من منح الأمل والتشجيع لشخصٍ يمر بحالة مشابهة لحالتي. قد لا يكون الطريق أمامنا دائماً سهلاً، ولكن أود أن أخبركم أنكم لستم وحدكم. ربما تكون حالتي مختلفة، ولكنني أؤمن أنه بدعمٍ من الآخرين، وبالوعي، وبالقبول الذاتي، يمكننا التغلب على الصعاب.
كيفية تشخيص إصابتي بفشل المبيض
عندما كنت في 29 من عمري، بدأ فجأة الشعور بالتعب والصداع الشديد. قررت التوقف مؤقتاً عن تناول حبوب منع الحمل لمعرفة ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تحسن الأعراض أو لا. ولكن بعد مرور أربعة أشهر، تفاقمت حالتي الصحية بشكل كبير. فقد شعرت بإرهاق شديد، وبدأت الهبات الساخنة، وتوقفت الدورة الشهرية تمامًا. يبدو أن حبوب منع الحمل كانت تلبي حاجة جسمي من الهرمونات التي ينقصها.
بعد زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، تبين انخفاض حاد في مستوى هرمونات الغدة الدرقية، بالإضافة إلى انخفاض في مستوى هرمون الاستروجين وهرمون AMH. وبعد إجراء المزيد من الفحوصات الطبية، تأكد الطبيب من إصابتي بفشل المبيض المبكر.
كنت محطمة نفسيًا، لم أتوقع أن أواجه مثل هذه المشكلة في عنفوان شبابي وقبل أن أرزق بالأطفال. أخبرني الأطباء أن التبرع بالبويضات هو الخيار الوحيد المتاح لي لإنجاب طفل. ولكن هذه العملية في بلدي قطر ممنوعة.
فكرة العلاج في ايران
أثناء البحث في الانترنت، عرفت أن ايران تسمح بهذه العلاجات، أولا يتم عقد مؤقت بين زوجي والمرأة التي تتبرع ببويضاتها، وبعد تخصيب البويضات في المختبر، يتم نقلها إلى رحمي.
استشرت زوجي في الأمر، فرفض في البداية، ولكن بعد إلحاحي وافق. اتصلت بشركة آمن مدتور، أجابتني سارة، وشرحت لي خطوات العلاج بالتفصيل. بمجرد العثور على متبرعة بالبويضات تتطابق فصيلة دمها مع فصيلة دمنا، أرسلوا لنا صورة منها. وبعد موافقتنا، بدأت المتبرعة بتناول الأدوية المنشطة للمبايض. وصفت لي الدكتورة أيضا أدوية لتحضير بطانة الرحم، وبعض المكملات.
الوصول إلى ايران
جئنا مع زوجي إلى ايران في يوم عملية سحب البويضات، وقدم عينة من الحيوانات المنوية، والحمدلله نجح التخصيب، وأدى إلى 11 جنينا، ووصل 6 منها إلى مرحلة الكيسة الأريمية. جمدنا جميع الأجنة، ليستعد رحمي للنقل.
رجع زوجي إلى قطر، ولكنني بقيت في ايران نحو شهر. استخدمت أدوية بدءًا من اليوم الثالث للدورة الشهرية لتحضير الرحم، وبعد إجراء فحص السونار وتأكيد وصول سمك بطانة الرحم إلى حجم مناسب، تم نقل 2 من الأجنة إلى رحمي. وصار من المقرر إجراء تحليل الحمل بعد 16 يوما من ترجيع الأجنة.
رجعت إلى قطر، وعملت تحليل الحمل في اليوم المقرر، والحمدلله كان ايجابيا، والآن حامل في الأسبوع السابع.اقرؤوا تجارب أحد مرضانا: تجربتي الناجحة مع أطفال الأنابيب بالتفصيل
التجربة الثانية
تم تشخيصي بفشل المبايض المبكر في سن الـ38، وذلك بسبب انخفاض شديد في نسبة هرمون (AMH) وارتفاع في هرمون (FSH)، إلى جانب قلة عدد الجريبات الصغيرة بشكل دائم. لذلك، كان الخيار الأنسب بالنسبة لي هو استخدام بويضات متبرعة.
أحاول دومًا التركيز على الجوانب الإيجابية: فالبويضات تأتي من امرأة أصغر سنًا وأكثر صحة، مما يزيد من فرص النجاح بشكل كبير.
في أول دورة باستخدام بويضات متبرعة ونطاف زوجي، حصلنا على 8 بويضات ناضجة، تم تلقيحها جميعًا بطريقة الحقن المجهري (ICSI)، وتحوّل منها 6 إلى أجنة في مرحلة الكيسة الأريمية. تم نقل اثنين منها وتجميد الأربعة الباقية. ولله الحمد، كانت الدورة ناجحة، وأنا الآن في الأسبوع 23 من حملي بولد صغير سليم!
في ما يخص اختيار المتبرعة، فالعيادة هي من قامت بذلك. لم أكن مهتمة كثيرًا بالتفاصيل أو الصفات، كان كل ما يهمني أن تكون شابة وبصحة جيدة. وبالصدفة، كانت المتبرعة ذات شعر بني فاتح وطول مشابه لي، مما جعلني أشعر براحة أكبر.
التجربة الثالثة:
انقطعت دورتي الشهرية وأنا في 17 من عمري. أتناول حبوب منع الحمل منذ 5 سنوات حتى الآن. لم يتم تشخيص إصابتي بفشل المبيض المبكر إلا بعد ثلاث سنوات. كان الأطباء غير أكفاء؛ أخبروني أن السبب يعود كله إلى التوتر والحميات الغذائية. زرت أكثر من 30 طبيبًا بسبب ضعف جهازي المناعي، وكنت دائمًا أشعر بالتعب والاكتئاب. أخبرتهم جميعًا عن تاريخ مرض والدي بالغدة الدرقية، ولكن لم يهتم أحد، بحجة أنني كنت صغيرة جدًا على الإصابة بمرض هاشيموتو.
شُخِّصت إصابتي بفشل المبيض المبكر، عندما كنت في 20 عامًا من عمري. أخبرني الأطباء (4 منهم) أنه “لا يهم ما هو السبب” وعليَّ الاستمرار في تناول حبوب منع الحمل واستخدام بويضات متبرعة (على الرغم من أنني كنت في العشرين من عمري ولم أكن أرغب في إنجاب أطفال حينها).
قررتُ السفر إلى بلد آخر للعلاج، وهناك اكتشفوا أخيرًا إصابتي بـ هاشيموتو، وهو ما كنت متأكدة من إصابتي به (لكن لم يستمع إليَّ أحد). أجروا لي جميع أنواع الفحوصات، واكتشفوا أن الأجسام المضادة لديَّ أعلى بـ 15 مرة من المعدل الطبيعي، وتم وصف دواء الغدة الدرقية لي على الفور. بعد تناول هذا الدواء، شعرتُ وكأنني حَيَّة لأول مرة في حياتي، لم أشعر بهذه الطاقة من قبل قط، وتحسنت معدتي، وارتفع نبضي.
كانت أهم الفحوصات التي تلقيتها هي: FSH و TSH و MAT و TAT. كانت النتائج مروعة. لم يكن هرمون TSH سيئًا للغاية (حوالي 9)، لكن الأجسام المضادة (MAT و TAT) كانت فظيعة.
كانت أعراضي منذ سن السابعة عشرة (بدون حبوب منع الحمل) هي الهبّات الساخنة، والاكتئاب، والغضب، وزيادة الوزن.
يتضمن علاجي حاليًا حبوب منع الحمل (حتى أبلغ الخمسين) ودواء الغدة الدرقية (لمدى الحياة).
ليس لدي حلول سحرية، لكنني أرجو من كل فتاة أن تفحص الأجسام المضادة للغدة الدرقية، وألا تصدق الأطباء حين يقولون إن كل شيء سببه التوتر. ربما لو أنهم أخذوني على محمل الجد في وقتها، كنت سأستطيع الإنجاب اليوم، ولم أكن لأعاني كل هذه المشاكل أو أتناول هذا الكم من الأدوية.
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: علاج فشل المبيض المبكر بالخلايا الجذعية
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: علامات فشل تلقيح البويضة بعد الكلوميد
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: فشل التلقيح الصناعي
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: فشل التعشيش
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: فشل الحمل بعد الحقن المجهري
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: فشل الحمل بعد الحقن المجهري
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: عدم استجابة المبيض للمنشطات
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: هل يسبب ضعف مخزون المبيض العقم؟
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: فشل المبيض المبكر
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: تجربتي مع مخزون البويضات
المزيد من المعلومات حول: أسباب فشل عملية تحديد نوع الجنين
