لا يتوقف نجاح العملية بالكامل على نمط حياتكِ، لكن الدراسات تشير إلى أن بعض التغييرات البسيطة قبل وبعد النقل قد تلعب دورًا داعمًا. التغذية الجيدة، تقليل التوتر، والنوم الكافي قد يكون لها تأثير إيجابي. لذا، من المفيد أن تركّزي على الأمور التي يمكنكِ التحكّم بها. في هذا المقال، نعرض لكِ مجموعة من أهم نصائح قبل عملية ترجيع الأجنة المجمدة و بعدها، لمساعدتكِ على الاستعداد بثقة واطمئنان.
1. النظام الغذائي الصحي:
يجب أن تحتوي التغذية قبل نقل الأجنة المجمدة على عناصر غذائية تدعم إنتاج البروجسترون وتُعزز صحة بطانة الرحم وسماكتها. تشمل أهم هذه العناصر الغذائية ما يلي:
فيتامين C: يرفع مستوى البروجسترون ويُوجد في الحمضيات والفواكه والخضروات الطازجة.
فيتامين B6: يساهم في إنتاج الهرمونات، ويوجد في اللحوم، الأسماك، الحبوب والبقول.
الزنك: ضروري للصحة العامة، ويوجد في اللحوم، البيض، البقول والمكسرات.
فيتامين E: يزيد من سماكة بطانة الرحم ويحسّن تدفق الدم، ويوجد في المكسرات، السبانخ، والأفوكادو.
ال-أرجينين: حمض أميني يساعد على زيادة سماكة البطانة وتحسين الدورة الدموية، ومتوفر في البروتينات الحيوانية والنباتية.
الحبوب الكاملة: تدعم سماكة بطانة الرحم وتحسين قابليتها لزرع الجنين، وتشمل الشوفان، الأرز البني، الكينوا، وغيرها.
في المقابل، يوصى بالتقليل من الحلويات، والكافئين، ومشروبات الطاقة، والأطعمة المعلبة والمعالجة.
2. الحفاظ على رطوبة جسمكِ:
شرب كميات كافية من السوائل ضروري لوظائف الجسم المثلى، خاصة بعد نقل الأجنة، إذ يُساعد على توازن الهرمونات، تقوية المناعة، تحسين تدفق الدم، والتخلص من السموم. يُوصى بشرب 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا للحفاظ على الترطيب ودعم الصحة العامة.
3. المكملات والفيتامينات:
حتى لو كنتِ تتناولين طعامًا صحيًا، أضيفي فيتامينات ما قبل الولادة إلى نظامكِ الغذائي. مثل حمض الفوليك، فيتامين D، وأوميغا 3، لدعم صحة بطانة الرحم وتقليل مخاطر التشوهات الجنينية وتعزيز التصاق الجنين. لكن من الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل، لتجنّب التداخل مع أدوية الخصوبة.
3. عدم التعرض للمواد الكيميائية:
تُعد المواد الكيميائية المُعطِّلة للغدد الصماء مثل BPA والفثالات خطراً على الخصوبة ونمو الجنين، إذ يمكن أن تتداخل مع عمل الهرمونات وتُؤثر على نمو الأعضاء داخل الرحم. لذلك، اختاري دائمًا منتجات خالية من هذه المواد لضمان بيئة صحية لكِ ولطفلكِ.
4. النوم الكافي:
ليس النوم مجرد راحة، بل هو عنصر أساسي في تعزيز الخصوبة وزيادة فرص نجاح الدورة. تشير الأبحاث إلى أن النساء اللواتي لا ينمن لساعات كافية (أقل من 7 ساعات) قد تنخفض فرص الحمل لديهن بنسبة تصل إلى 15% مقارنة بمن يحصلن على نوم منتظم يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات.
5. عقاقير يجب تجنبها
قد تؤدي بعض الأدوية المتداولة، حتى تلك التي لا تتطلب وصفة طبية، إلى تقليل فرص نجاح ترجيع الأجنة. من أبرز هذه الأدوية مضادات الالتهاب مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، والتي قد تُعيق التصاق الجنين بجدار الرحم وتزيد من خطر فقدان الحمل في مراحله المبكرة.
لهذا السبب، من المهم إبلاغ طبيبك بأي دواء أو مكمل غذائي تتناولينه، حتى وإن بدا غير مؤثر. هناك أدوية قد تُعتبر غير مناسبة خلال هذه المرحلة الدقيقة من العلاج، وقد يُطلب منكِ التوقف عنها مؤقتًا أو استبدالها بخيارات أكثر أمانًا.
6. عدم التعرض للحرارة العالية
تجنّبي التعرّض للحرارة المفرطة في منطقة البطن، خصوصًا خلال فترة الاستعداد لنقل الأجنة. استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الحاسوب المحمول مباشرة على البطن قد يؤدي إلى ارتفاع في درجة الحرارة الموضعية، ما قد يؤثر سلبًا على الرحم والخصوبة.
كما يُفضَّل الابتعاد عن الحمامات الساخنة، الساونا، أو أحواض الاسترخاء الساخنة قبل موعد النقل وبعده، إذ إن ارتفاع حرارة الجسم قد يُقلّل من احتمالية انغراس الجنين بنجاح ويؤثر على البيئة المثالية لنموه.
7. الامتناع عن الجماع
يُنصَح بشكل عام بأن يمتنع الزوجان عن الجماع قبل نقل الأجنة حتى اختبار الحمل. فالمخاطر المحتملة، إلى جانب غياب الأدلة العلمية القاطعة التي تثبت فائدته، بالإضافة إلى الشعور المحتمل بالذنب في حال عدم نجاح العملية، تجعل من تجنّب العلاقة الزوجية خلال العلاج الخيار الأكثر شيوعًا. ومع ذلك، تختلف آراء الأطباء في هذا الشأن، من الأفضل استشارة طبيبكم.
8. تخفيف التوتر
يمكن أن يؤثر التوتر سلبًا على نجاح عملية نقل الأجنة، بسبب الاضطرابات الهرمونية. لذلك يُنصح بتقليل التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، أو حتى الاستمتاع بأشياء بسيطة كالضحك والكتابة. كما يُفضّل تجنب المواقف الكبيرة المسببة للضغط النفسي خلال هذه المرحلة الحساسة، مثل الانتقال إلى منزل جديد أو تغيير العمل.
9. الإقلاع عن التدخين والكحول
أعلم أن الحديث عن التدخين أو الشيشة أو حتى الكحول قد يبدو مكرّرًا، لكنه هنا يحمل وزنًا مضاعفًا. فالأبحاث أظهرت أن التدخين والكحول يقللان من نسب نجاح ترجيع الأجنة بشكل ملحوظ، لأنه يؤثر سلبًا على تدفق الدم إلى الرحم، ويزيد من فرص الإجهاض المبكر.