عندما يُذكر التلقيح الصناعي، يتبادر إلى الذهن فوراً وجود مشكلة صحية لدى أحد الزوجين. لكن في الواقع، هناك الكثير من الأزواج السليمين الذين يلجؤون إلى هذه الوسيلة لأسباب مختلفة، منها تأخر الحمل غير المبرر، أو الرغبة في تحديد نوع الجنين، أو حتى الوقاية من الأمراض الوراثية. في هذا المقال، سنتحدث بلغة بسيطة وواقعية عن نسبة نجاح التلقيح الصناعي لزوجين سليمين، ونسلط الضوء على أهم النقاط التي تشغل بال النساء اللواتي يفكرن في هذه الخطوة.
العوامل المؤثرة على نسبة نجاح التلقيح الصناعي لزوجين سليمين
حتى من الناحية الطبية، ولو لم يكن لديكِ أية مشكلات وكل شيء يبدو سليماً، هناك عوامل قد تؤثر على نسبة نجاحكِ، مثل:
عمر المرأة:
يؤثر عمر المرأة بشكل كبير على جودة وعدد البويضات. فبعد سن الخامسة والثلاثين، تبدأ جودة البويضات في الانخفاض، مما يزيد من احتمالية حدوث اضطرابات جينية أو فشل في انغراس الجنين. كما أن مخزون المبيض ينخفض مع التقدم في العمر، مما قد يقلل من فرص نجاح هذه العلاجات. لذلك، فإن البدء المبكر في العلاج أو تجميد البويضات في سن أصغر يمكن أن يُحسّن من فرص الحمل لاحقاً. تكون نسبة نجاح (IVF) حسب العمر كما يلي:
- تحت سن 35 عاما: 55%
- ما بين 35-37 عاما: 40%
- ما بين 38 و40 عامًا: 26%
- فوق سن الأربعين: 7%
نمط الحياة:
نمط الحياة له تأثير كبير على فرص الحمل، حتى لو كانت الفحوصات الطبية كلها طبيعية وتبدو سليمة. عوامل مثل التغذية غير المتوازنة، قلة النشاط البدني، التدخين، التوتر المستمر، السهر، أو حتى التعرض المستمر للملوثات البيئية، قد تؤثر سلباً على الخصوبة. مثلاً، الوزن الزائد أو النحافة الشديدة قد يسببان اضطرابات في الهرمونات. قد يؤثر أيضاً التوتر المزمن على الإباضة وجودة الحيوانات المنوية.
نوع التلقيح الصناعي:
التلقيح داخل الرحم (IUI) هو خيار بسيط وأقل تكلفة، لكن نسبة نجاحه تتراوح بين 10 إلى 20%. أما التلقيح في المختبر (IVF) فهي تقنية أكثر تطورًا ونسبة نجاحها قد تصل إلى 50%.
أسباب إجراء التلقيح الصناعي لزوجين سليمين
العقم غير المبرر
العقم غير المبرر هو حالة يواجه فيها الزوجان صعوبة في الإنجاب رغم أن جميع الفحوصات الطبية تبدو طبيعية، حيث تكون الإباضة منتظمة، والرحم وقنوات فالوب سليمة، وتحليل السائل المنوي جيد، ومع ذلك لا يحدث الحمل بعد مرور عام من المحاولات، دون وجود سبب واضح يفسر هذا التأخر. أظهرت الدراسات أن أكثر من 80% من الأزواج الذين يعانون من عقم غير مُفسَّر، يُرزقون بطفل في النهاية من خلال IVF.
تحديد نوع الجنين:
يمكن استخدام كل من التلقيح داخل الرحم (IUI) وأطفال الأنابيب (IVF) لتحديد جنس الجنين، لكن تختلف الطريقتان من حيث الدقة، ونسبة النجاح، والتكلفة. فـIUI أقل تكلفة وأسهل، لكنه أقل دقة في تحديد الجنس ونسبة الحمل فيه منخفضة (10–20%). أما IVF فيستخدم تقنيات دقيقة كـPGD لتحديد الجنس بدقة، ويحقق نسبة حمل أعلى (40–60%) خصوصاً للنساء تحت سن 35.
الوقاية من الامراض الوراثية
عندما يكون الزوجان معرضين لنقل اضطراب وراثي ناتج عن جين واحد مثل التليف الكيسي، فإنهم غالباً ما يفكرون في إجراء التلقيح الصناعي (IVF) مع التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGT). هذا الاختبار يساعد في ضمان عدم انتقال الطفرات الجينية إلى الأطفال. ومع ذلك، تعتمد فرص النجاح على عوامل كثيرة، ويختلف من شخص إلى آخر.
في دراسة شملت 1621 دورة تلقيح صناعي باستخدام اختبار PGT-A (القائم على تحليل تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة – SNP)، سُجّلت معدلات نجاح مرتفعة، حيث بلغ:
- معدل حمل سريري 70% لكل عملية نقل (حالات حمل مؤكدة)
- معدل ولادة حية 64% لكل عملية نقل (الولادات الناتجة عن النقل)
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: تجربتي الناجحة مع أطفال الأنابيب بالتفصيل
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: تجربتي مع التلقيح الصناعي بالتفصيل
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: مين جربت التلقيح الصناعي وحملت بتوأم
المراجع:
https://www.asrm.org/journals/fertility-and-sterility/journal-club-global/jcg-anzsrei2024-debate-unexplained-infertility-straight-to-ivf/
https://sharinghealthygenes.com/five-factors-that-influence-the-success-of-pgt/#:~:text=Parental%20Age,also%20produce%20fewer%20eggs%20overall.
https://www.fertstert.org/article/S0015-0282(18)30281-4/fulltext