مدة القراءة: 10 دقائق
تعتبر تقنيات التلقيح الصناعي، سواء داخل الرحم أو خارجه، من أهم الإنجازات الطبية الحديثة التي منحت الأزواج الذين يعانون من العقم الأمل في تكوين أسرة. ولكن ما الذي يحدث بعد إجراء هذه التقنيات؟ وكيف تتطور الأجنة يومًا بعد يوم؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال، مستندين إلى أحدث الأبحاث والدراسات العلمية.
ما يحدث بعد التلقيح الصناعي داخل الرحم (IUI)
أول إلى ثاني يوم بعد التلقيح الصناعي: دخول الحيوانات المنوية إلى قناة فالوب
يتم حقن الحيوانات المنوية في الرحم لتبدأ رحلتها إلى قناة فالوب، قد تشعرين ببعض التقلصات الخفيفة أو قد تلاحظين نزيفًا طفيفًا، ينجم عن تهيج عنق الرحم أثناء إدخال القسطرة، هذه الأعراض طبيعية وتزول بسرعة.
ثالث إلى خامس يوم بعد التلقيح الصناعي: انتظار حدوث الإخصاب
إذا حدثت الإباضة في وقت قريب من التلقيح، فإن الحيوانات المنوية ستلتقي بالبويضة في قناة فالوب ويحدث الإخصاب. في هذه المرحلة، قد لا تشعر المرأة بأي أعراض واضحة، ويظل الجسم في حالة من الترقب.
سادس إلى سابع يوم بعد التلقيح الصناعي: انتقال البويضة المخصبة إلى الرحم
بعد الإخصاب، تبدأ البويضة المخصبة بالانقسام وتتحول إلى كيسة أرومية أثناء انتقالها نحو الرحم. تتعلق الكيسة الأرومية بجدار الرحم، وهي خطوة ضرورية لضمان نمو الجنين.
ثامن إلى عاشر يوم بعد التلقيح الصناعي: بدء عملية الزرع وإفراز هرمون الحمل
تبدأ عملية زرع الجنين في جدار الرحم في اليومين الثامن والتاسع تقريبًا بعد التلقيح، وفي هذه المرحلة يبدأ جسم المرأة بإفراز هرمون الحمل (hCG) بشكل طفيف، وهو الهرمون الذي يمكن اكتشافه في اختبارات الحمل لاحقًا. قد تشعر بعض النساء بأعراض مشابهة لأعراض الدورة الشهرية، مثل تقلصات خفيفة أو نزول قطرات دم، وتُعرف هذه الظاهرة بنزيف الانغراس وهي شائعة ولا تستدعي القلق.
اليوم 11-14: ارتفاع مستويات هرمون الحمل
مع تقدم الأيام وزيادة ثبات الجنين، تبدأ مستويات hCG بالارتفاع بشكل تدريجي. في هذه الفترة، قد تبدأ بعض النساء بملاحظة أعراض مبكرة للحمل، مثل:
- تغيرات في الثديين: قد تشعر المرأة بزيادة في حساسية الثديين أو ملاحظة بعض التورم.
- الغثيان الطفيف: قد يحدث في أوقات مختلفة من اليوم، لكنه قد يكون عرضًا خفيفًا في هذه المرحلة.
- الإرهاق: نتيجة ارتفاع مستويات الهرمونات في الجسم.
أسبوعين بعد التلقيح الصناعي: إجراء اختبار الحمل
في اليوم الرابع عشر بعد التلقيح داخل الرحم، يُنصح بإجراء اختبار الحمل للتأكد مما إذا كان الحمل قد تحقق. يُفضل استخدام اختبار الدم لقياس مستوى hCG، لأنه أكثر دقة من الاختبارات المنزلية. إذا كان الاختبار إيجابيًا، سيقوم الطبيب بمتابعة تطور الحمل وفحص مستويات الهرمونات بانتظام للتأكد من استقراره. أما إذا كان الاختبار سلبيًا، قد ينصح الطبيب بإعادة المحاولة بعد فترة قصيرة، وفقًا للحالة الصحية لكل فرد.
ما يحدث بعد التلقيح الصناعي خارج الرحم (IVF)
التلقيح الصناعي، المعروف أيضًا بالإخصاب المخبري أو IVF، هو عملية معقدة تتضمن سحب البويضات من المبيض وتخصيبها بالحيوانات المنوية في المختبر، ثم نقل الأجنة إلى الرحم، وبعد ذلك تبدأ فترة الانتظار لمدة أسبوعين.
اليوم 1-2: التصاق الجنين بجدار الرحم
بعد نقل الجنين إلى الرحم، يظل في حالة حرجة خلال اليومين الأولين. في هذه المرحلة، قد لا تشعر المرأة بأي أعراض واضحة، إذ يبدأ الجنين في التحرك نحو جدار الرحم، حيث يستعد للالتصاق. تعرف هذه العملية بـ”التثبيت”، وهي خطوة أساسية لضمان تطور الجنين وبداية تكون المشيمة.
اليوم 3-4: بدء عملية الزرع وتكون المشيمة
في اليومين الثالث والرابع، يبدأ الجنين في الالتصاق العميق بجدار الرحم، وتعرف هذه العملية بـ”زرع الجنين”. تبدأ خلايا المشيمة في التكون في هذه المرحلة. قد تشعر بعض النساء بأعراض خفيفة تشبه الدورة الشهرية، مثل ألم طفيف في أسفل البطن أو نزول قطرات دم خفيفة. يُعد هذا النزيف طبيعياً ويُعرف بنزيف الزرع، ولا ينبغي أن يكون مدعاة للقلق ما لم يكن شديدًا.
اليوم 5-6: إفراز هرمون الحمل
بحلول اليوم الخامس أو السادس، يبدأ الجنين في إفراز هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG)، وهو الهرمون الذي يتم اكتشافه في اختبارات الحمل. يساهم هذا الهرمون في دعم بطانة الرحم ومنع الحيض، مما يتيح للجنين فرصة أفضل للبقاء والنمو. تزداد مستويات hCG تدريجياً مع مرور الأيام، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور بعض الأعراض الأولية مثل الغثيان أو الإرهاق.
اليوم 7-10: زيادة مستويات الهرمون وتطور الأعراض
في هذا الوقت، تستمر مستويات hCG في الارتفاع، مما يعزز استقرار الجنين في الرحم. قد تبدأ بعض النساء في الشعور بأعراض الحمل التقليدية، مثل:
- الغثيان الخفيف، خاصة في الصباح
- تغيرات في حاسة التذوق أو الشم
- الإرهاق والتعب الشديد
- زيادة حساسية الثدي
اليوم 11-14: اقتراب موعد اختبار الحمل
تقترب المرأة في هذه المرحلة من اليوم المحدد لاختبار الحمل، وهو اليوم الرابع عشر تقريبًا بعد نقل الجنين. قد تشعر بعض النساء بأعراض متزايدة للحمل، بينما قد لا يشعر البعض الآخر بأي تغيرات ملحوظة. من المهم عدم الاعتماد على الأعراض فقط للتأكد من الحمل، إذ تبقى فحوصات الدم أو فحص الحمل المنزلي هي الطريقة الأكثر دقة للتأكد.
ماذا بعد اليوم الرابع عشر؟
في اليوم الرابع عشر، يتم إجراء اختبار الحمل لتحديد ما إذا كان التلقيح الصناعي قد نجح. إذا كان الاختبار إيجابيًا، يطلب الطبيب عادةً إجراء اختبارات إضافية لمراقبة مستويات hCG والتأكد من سلامة الحمل. وفي حال كان الاختبار سلبيًا، قد يكون من الممكن تكرار المحاولة وفقًا لما يوصي به الطبيب، نظرًا لأن نسبة النجاح تتفاوت بناءً على عوامل عديدة مثل عمر المرأة وصحتها العامة.
الخلاصة
يمكن أن يكون التلقيح الصناعي عملية شاقة عاطفيًا، لكن معرفة ما يحدث خلال الأيام التالية لنقل الجنين يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر وفهم التغيرات الطبيعية المتوقعة. ينبغي أن تبقى المرأة على تواصل مع طبيبها خلال هذه الفترة ومراقبة أي أعراض غير طبيعية.
تتوفر في إيران العديد من المراكز الطبية المتميزة التي تقدم خدمات علاج العقم بأحدث الطرق العلمية، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للكثير من الأزواج الباحثين عن فرص علاجية فعّالة. لمزيد من المعلومات عن العلاجات المتاحة والتكاليف انقر الرابط التالي: علاج العقم في ايران
المصادر
- “Understanding IVF and Embryo Transfer”, American Society for Reproductive Medicine (ASRM).
- “Human Chorionic Gonadotropin (hCG) Levels”, National Institutes of Health (NIH).
- “Early Pregnancy Symptoms After Embryo Transfer”, Mayo Clinic.