قد يكون فشل الحقن المجهري ناتجًا عن عدة عوامل مثل التقدم في العمر، ضعف جودة الأجنة، أو مشاكل في بطانة الرحم. كما تلعب المناعة الذاتية ونمط الحياة دورًا مهمًا في التأثير على فرص الحمل. بعد الفشل، يُنصح بإجراء فحوصات دقيقة تشمل العدوى، المناعة، الكروموسومات، والحيوانات المنوية. يمكن أيضًا الاستفادة من تقنيات مثل PRP أو اختبار PGT لتحسين فرص النجاح. وإذا تكررت المحاولات دون نتيجة، قد تُطرح خيارات بديلة مثل التبرع بالبويضات أو الأجنة.
أسباب فشل الحمل بعد الحقن المجهري
1. التقدم في العمر:
مع التقدم في العمر، تتراجع جودة وعدد البويضات لدى المرأة، مما يؤثر بشكل مباشر على فرص حدوث الحمل. هذا الانخفاض الطبيعي يرتبط بانخفاض معدلات النجاح، خصوصًا في ما يتعلق بالحمل السريري أو الولادة الحية. إن النساء دون سن 35 يتمتعن بأعلى نسب النجاح، حيث تصل فرص الحمل السريري إلى نحو 50%، وفرص الولادة الحية إلى 40%.
2. جودة الأجنة:
خلال العملية، يتم تقييم جودة الأجنة بدقة لاختيار الأنسب للزرع داخل الرحم، فقد تبدو الأجنة طبيعية تحت المجهر لكنها قد تحمل عيوبًا خفية أو تشوهات جينية تمنعها من الانغراس والنمو إلى حمل صحي. قد تكون هذه التشوهات ناتجة عن أخطاء في الإخصاب أو مشاكل وراثية من الوالدين.
3. فشل الانغراس:
فشل الانغراس يعني أن الأجنة لم تتمكن من الالتصاق ببطانة الرحم والبدء في النمو. قد تعود هذه المشكلة إلى عوامل مثل وجود زوائد لحمية في الرحم، أو ارتفاع غير مناسب في مستوى هرمون البروجسترون، أو ضعف في سماكة بطانة الرحم، أو حتى التهابات رحمية خفية. إن عدم انغراس الأجنة ليس ذنب المرأة، إذ أن هذه الأسباب في الغالب خارجة عن إرادتها.
4. نمط الحياة:
تمامًا كما هو الحال في الحمل الطبيعي، فإن تبنّي نمط حياة صحي قبل وأثناء عملية التلقيح الصناعي يمكن أن يُعزز من فرص النجاح. يُنصح بالإقلاع عن التدخين قبل عدة أشهر من بدء العلاج، إذ أظهرت الدراسات أن التدخين يُضعف الخصوبة. كذلك، الوصول إلى وزن مثالي يُعدّ عاملاً داعمًا، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني المعتدل بانتظام.
5. المناعة الذاتية:
في بعض الحالات، قد يتعرف الجهاز المناعي على الجنين عن طريق الخطأ على أنه جسم غريب، فيُطلق استجابة مناعية تَحول دون انغراسه وتؤدي إلى فشل الحمل. تُعرف هذه الحالة بالأمراض المناعية الذاتية، من أبرز هذه الأمراض: التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو، مرض أديسون، الداء البطني، السكري من النوع الأول، والذئبة الحمراء. وغالبًا ما يتم اكتشاف المشكلة المناعية فقط عند فشل محاولات الحمل المتكررة.
علامات فشل الحقن المجهري قبل التحليل
تُراقب النساء أجسادهن بقلق بحثًا عن أي علامة تُشير إلى نجاح أو فشل العملية، لكن بعض الإشارات قد تكون مُضللة أو غير حاسمة. من الأفضل الانتظار حتى تظهر نتائج التحليل.
غياب أعراض الحمل
غياب أعراض الحمل قد يثير القلق لدى العديد من النساء، لكنه لا يُعد دائمًا مؤشرًا على فشل العملية. تختلف استجابة كل جسم للحمل، فقد تمر بعض النساء بالتجربة دون الشعور بأي أعراض واضحة. وفي بعض الأحيان، تظهر الأعراض ثم تختفي بسبب تقلبات الهرمونات، وهو أمر طبيعي في بداية الحمل.
عادةً ما تشمل العلامات الإيجابية للحمل الغثيان، وألم الثدي، والانتفاخ، والتقلبات المزاجية، لكن غياب هذه الأعراض لا يعني بالضرورة فشل الانغراس، بل قد يكون الجسم يتفاعل بطريقة مختلفة.
نزول الدورة الشهرية
يُعتبر نزول الدورة الشهرية من المؤشرات الشائعة على عدم نجاح انغراس الجنين. ففي حال لم يلتصق الجنين بجدار الرحم، يتخلص الجسم من بطانة الرحم على شكل نزيف مهبلي.
لكن من الضروري التفريق بين الدورة الشهرية الحقيقية والنزيف الخفيف الذي قد يحدث مع بداية الحمل، والمعروف باسم نزيف الانغراس.
تحاليل مهمة بعد فشل الحقن المجهري
بعد كل محاولة غير ناجحة، يُراجع الطبيب حالتك لتحديد الأسباب المحتملة ويقترح خطوات لتحسين فرص النجاح في الدورة القادمة. قد يشمل ذلك إجراء فحوصات إضافية تساعد في تعديل خطة العلاج بما يتناسب مع حالتك.
1. اختبارات المناعة:
يُفضل إجراء الاستشارة المناعية قبل الحمل أو نقل الجنين بشهر ونصف، حتى يكون وقت كاف لتقييم الحالة وضبط جهاز المناعة. لأن تحاليل المناعة واسعة ومتعددة، فإن الاعتماد على التاريخ الطبي يُجنب إجراء فحوصات غير ضرورية، ويُركز على ما يفيد فعلاً في تعزيز فرص الحمل.
2. فحص العدوى:
يُعد فحص العدوى خطوة أساسية قبل الخضوع لدورات جديدة من الحقن المجهري، ويشمل أخذ مسحات مهبلية، وتحليل دم الحيض، وفحص السائل المنوي، للكشف عن وجود بكتيريا أو التهابات قد تُعيق نجاح العملية. من بين هذه العدوى، تُعتبر الكلاميديا – وهي من الأمراض المنقولة جنسيًا – من العوامل التي قد تُضعف جهاز المناعة وتؤثر سلبًا على بيئة الرحم.
3. تقييم تجويف الرحم:
تقييم تجويف الرحم خطوة مهمة للكشف عن أي مشكلات قد تعيق نجاح العملية، مثل الأورام الليفية أو السلائل أو النسيج الندبي. يتم هذا الفحص غالبًا عبر الموجات فوق الصوتية مع تسريب محلول ملحي إلى الرحم، ما يُتيح رؤية واضحة لأي تشوهات داخلية. وإذا ظهرت مؤشرات على وجود خلل، يُوصى بإجراء تنظير الرحم باستخدام أداة مزودة بكاميرا لفحص أدق وتحديد العلاج المناسب..
4. النمط النووي:
يهدف فحص النمط النووي إلى تحليل كروموسومات الزوجين من خلال عينات الدم، للكشف عن أي خلل وراثي قد يؤثر على الخصوبة. فقد تؤدي العيوب الكروموسومية في البويضات أو الحيوانات المنوية إلى فشل الانغراس أو حدوث إجهاض مبكر. وفي حال اكتشاف مشكلة، يمكن إخضاع الأجنة لفحوصات إضافية للتأكد من سلامتها الوراثية قبل إعادتها إلى الرحم، مما يزيد فرص الحمل ويُقلل من المخاطر.
5. تقييم الحيوانات المنوية:
إن تحليل تجزئة الحمض النووي للحيوانات المنوية يساعدنا في معرفة إذا كانت هناك مشاكل في المادة الوراثية داخل الحيوان المنوي. إذا كانت نسبة التلف عالية أو شكل الرأس غير طبيعي، يُنصح الرجل بتعديل نمط حياته وتناول فيتامينات ومضادات أكسدة، لتحسين جودة الحيوانات المنوية.
ماذا أفعل في حالات فشل الحقن المجهري المتكرر؟
البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)
يُستخدم حقن البلازما داخل الرحم كخيار واعد لتحسين فرص الحمل، خصوصًا في حالات فشل متكرر للحقن المجهري. يُجرى هذا الإجراء عادة قبل 48 ساعة من نقل الجنين. وتشير بعض الدراسات إلى أن PRP قد يساعد في تحسين نمو بطانة الرحم، مما يعزز فرص الانغراس والحمل.
الاختبار الجيني قبل الزرع (PGT)
يساعد هذا الاختبار في الكشف عن الأجنة التي تحتوي على تشوهات كروموسومية قد تمنع الانغراس أو تؤدي إلى الإجهاض. يسمح باختيار الأجنة السليمة وراثيًا فقط لنقلها إلى الرحم. وبهذا، يُقلل من عدد المحاولات الفاشلة ويوفر الوقت والجهد. يُوصى به خاصةً للنساء فوق 35 عامًا أو من لديهن تاريخ من الإجهاضات أو فشل متكرر في الزرع.
الخيارات البديلة
عند تكرار فشل الحقن المجهري، قد يُناقش الطبيب مع الزوجين خيارات بديلة مثل استخدام بويضات أو حيوانات منوية أو أجنة مُتبرع بها. تُستخدم البويضات أو الحيوانات المنوية المتبرعة في حال وجود مشاكل جينية أو ضعف شديد في الخلايا الأصلية. كما يمكن اللجوء إلى الأجنة المتبرع بها، وهي أجنة مُجمدة من أزواج آخرين. تُختار هذه الخيارات بعناية لتمنح فرصة جديدة لتحقيق الحمل.
الأسئلة المتكررة:
هل ظهور الحبوب من علامات فشل الحقن المجهري؟
غالبًا ما يكون ظهور الحبوب نتيجة التغيرات الهرمونية الناتجة عن أدوية الخصوبة، ولا يُعتبر مؤشرًا مؤكدًا على فشل أو نجاح العملية. كما أن التوتر وردة فعل الجسم تجاه الأدوية قد تلعب دورًا في ذلك. لذلك، يُنصح بالاعتماد على نتائج تحليل الحمل لتقييم نجاح العملية بدقة.
نعم، فشل الحقن المجهري قد يكون بسبب مشاكل لدى الزوج، مثل ضعف جودة الحيوانات المنوية أو تلف الحمض النووي.
قد تؤدي العوامل الوراثية أو التهابات مزمنة إلى تقليل فرص نجاح العملية.
المراجع:
https://www.fertility-academy.co.uk/blog/has-your-ivf-failed-previously-ivf-failure/#:~:text=Karyotyping%20examines%20the%20chromosomes%20of,to%20implantation%20failure%20or%20miscarriage.
https://www.fertility-academy.co.uk/blog/why-does-ivf-fail/