حتى في ظل أفضل الظروف الطبية، قد لا ينجح التلقيح الصناعي من المحاولة الأولى، وقد يستلزم الأمر تكرار العملية أكثر من مرة لتحقيق الحمل. لكن في حال تكرار الفشل، من الضروري أن يقوم الطبيب بإجراء فحوصات دقيقة ويعيد النظر في الخطة العلاجية لتناسب حالتكِ بشكل أفضل. خلال هذا المقال، سنقدم إليكم كل ما تريد معرفته عن فشل التلقيح الصناعي.
لماذا يفشل التلقيح الصناعي؟
هناك عوامل عديدة يمكن أن تؤدي إلى فشل العملية:
التقدم في العمر: يُعتبر العمر من العوامل الحاسمة في نجاح العملية؛ فالنساء تحت سن 35 لديهن فرصة أعلى للحمل، لكن هذه النسبة تبدأ بالتراجع تدريجيًا مع التقدم في السن، وتصبح أقل بكثير بعد سن الأربعين.
انخفاض جودة البويضات: تكون هذه البويضات أكثر عرضة للتشوهات الكروموسومية، كما أنها قد تفشل في الانقسام بشكل طبيعي بعد الإخصاب، مما ينتج عنه أجنة غير قابلة للنمو بشكل سليم.
مشاكل في الحيوانات المنوية: ضعف جودة الحيوانات المنوية، سواء من حيث العدد أو الشكل أو الحركة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فشل المحاولات.
العيوب الهيكلية في الرحم: مثل وجود الأورام الليفية أو الزوائد اللحمية (السلائل)، قد تُعيق انغراس الجنين بشكل صحيح، حتى وإن تم الإخصاب بنجاح.
انسداد قناتي فالوب: يُعتبر انسداد قناتي فالوب من العوائق الشائعة أمام التلقيح داخل الرحم، حيث يُعيق التقاء البويضة والحيوانات المنوية ومن ثم حدوث الإخصاب بشكل طبيعي.
عوامل أخرى: بعض العادات اليومية مثل التدخين، تناول الكحول، أو التعرّض المستمر للضغط النفسي، قد تُضعف الخصوبة وتُقلّل من فرص الحمل.
اعراض فشل التلقيح الصناعي
لا توجد علامات محددة تدل بشكل قاطع على فشل العملية. مع ذلك هناك عدة مؤشرات يمكن أن تشير إلى الفشل:
ثبات درجة حرارة الجسم الأساسية (BBT): إذا لم تلاحظي ارتفاعًا مستمرًا في درجة حرارة جسمك بعد التلقيح، فقد يكون ذلك علامة على فشل العملية.
عدم تغير في مخاط عنق الرحم: راقبي مخاط عنق الرحم، فإذا لم تلاحظي أي تغير يُذكر، فقد يكون ذلك دليلًا على أن الإخصاب لم ينجح هذه المرة — لكن لا تعتمدي عليه كعامل وحيد.
نزول الدورة: إذا بدأت الدورة الشهرية لديكِ في الوقت المتوقع، خاصة إذا كانت منتظمة، فغالبًا ما يشير ذلك إلى أن التلقيح لم يكن ناجحًا. مع ذلك يمكن أن تتأخر الدورة لأسباب أخرى مثل القلق والآثار الجانبية للأدوية.
ماذا افعل بعد فشل التلقيح الصناعي؟
في حال عدم نجاح العملية في المحاولة الأولى، يمكنكِ دائمًا مناقشة الأمر مع طبيبكِ والتفكير في تكرار المحاولة. لكن إذا تكررت حالات الفشل، فلابد من تقييم أعمق. سيقوم الطبيب بمراجعة تاريخكِ الصحي، ودراسة نتائج التحاليل السابقة، ثم يحدد لكِ الخيارات العلاجية المناسبة بناءً على حالتكِ.
تغيير نمط الحياة
احرصي على تقييم نمط حياتكِ، فقد تؤثر عاداتكِ اليومية مثل التغذية، وممارسة الرياضة، والضغط النفسي، وقلة النوم، وحتى التعرض للمواد الكيميائية، على نتائج العلاج.
المكملات والفيتامينات
من الممكن أن تُساهم مكملات مثل حمض الفوليك، فيتامين د، والإنزيم المساعد Q10 في تعزيز الصحة الإنجابية ودعم البويضات والأجنة، لذلك قد يوصى بها ضمن خطة العلاج.
الاخصاب في المختبر
إذا لم تنجح محاولات التلقيح داخل الرحم، فقد يكون التخصيب في المختبر (IVF) هو الخيار الأنسب، حيث يُعد أكثر تطورًا وفعالية. وفي حال وجود مشاكل في الحيوانات المنوية لدى الزوج، يمكن التفكير في تقنية الحقن المجهري (ICSI)، التي تزيد من احتمالية حدوث الإخصاب وتتجاوز العقبات السابقة.