غياب وعدم التبويض: الاسباب، الاعراض، العلاج
غياب التبويض (Anovulation) يعني أن البويضة لا تُطلق من مبايض المرأة، ويُعد سببًا شائعًا للعقم، حيث يمثل حوالي 30% من حالات العقم عند الإناث. غالبًا ما يرتبط غياب التبويض بعدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها، على الرغم من إمكانية حدوث نزيف قد يُخلط بالدورة الطبيعية.
تُعد عملية التبويض والدورة الشهرية سيمفونية هرمونية دقيقة تُدار من الدماغ. يقوم الدماغ بإفراز هرمونات معينة تؤثر على المبيضين لتحفيز إطلاق البويضة ونزول الدورة. لكن، أي خلل أو انخفاض طفيف في هذه الهرمونات خلال الأيام التي تسبق التبويض يمكن أن يُعطل الدورة بأكملها ويؤدي إلى اضطراب التبويض.
اسباب عدم التبويض
هناك عدة أسباب محتملة لغياب التبويض، تتراوح من الاختلالات الهرمونية إلى عوامل نمط الحياة. فهم السبب هو المفتاح لتحديد العلاج المناسب:
متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): تُعد متلازمة تكيس المبايض السبب الأكثر شيوعًا لغياب التبويض، حيث تُقدر بعض الدراسات أنها مسؤولة عن أكثر من 70% من الحالات. تتسبب هذه المتلازمة في اختلال التوازن الهرموني، مما يمنع البويضات من النضوج أو الإفراج عنها بانتظام. غالبًا ما يرتبط متلازمة تكيس المبايض بارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون.
فشل المبيض المبكر (POF): هو حالة تتوقف فيها المبايض عن العمل بشكل طبيعي قبل سن الأربعين، ويُعرف أحيانًا بـ انقطاع الطمث المبكر، ويؤدي إلى عدم إطلاق البويضات. قد يحدث نتيجة لبعض الحالات الطبية أو التعرضات البيئية، ولكن في كثير من الأحيان، يبقى السبب غير واضح. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن حوالي 5% إلى 10% من النساء المصابات بقصور المبيض المبكر قد يحملن بشكل طبيعي.
خلل في الغدة النخامية أو تحت المهاد: تنتج هذه الغدد هرمونات مسؤولة عن الإباضة. أي شيء يؤثر على الوظيفة الطبيعية لهذه الغدد، مثل الأورام الحميدة، أو الإجهاد المفرط، أو التمارين الرياضية الشديدة، أو نقص الوزن الشديد، أو السمنة مما يؤدي إلى عدم إطلاق الهرمونات اللازمة للتبويض.
مرحلة ما قبل انقطاع الطمث: في هذه المرحلة، تبدأ مستويات هرمون الإستروجين لديكِ بالانخفاض تدريجيًا، وقد تبدأين بملاحظة بعض الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث، مثل الأرق، عدم انتظام الدورة الشهرية، الهبات الساخنة، التعرق الليلي، ألم الثدي، كثرة التبول، جفاف المهبل.
الإجهاض: من الطبيعي أن يتأثر التبويض بعد الإجهاض أو فقدان الحمل خلال الـ 23 أسبوعًا الأولى. لكن في أغلب الحالات، تعود عملية التبويض خلال شهر إلى شهرين بعد الإجهاض. وإذا حدث الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى (12 أسبوعًا)، فقد تعود الإباضة بشكل أسرع.
ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين: الذي تفرزه الغدة النخامية لتحفيز إنتاج الحليب، يمكن أن يمنع التبويض عن طريق تثبيط الهرمونات الأساسية (LH و FSH). تحدث هذه الحالة نتيجة عوامل مثل الرضاعة الطبيعية، أو أورام الغدة النخامية، أو أمراض الكلى والكبد والغدة الدرقية، وأيضًا بسبب بعض الأدوية كالأدوية النفسية ومضادات قرحة المعدة.
تغييرات الوزن الكبيرة: سواء كان الوزن الزائد (السمنة) أو نقص الوزن الشديد، كلاهما يمكن أن يؤثر على تنظيم الهرمونات ويمنع التبويض الطبيعي.
علامات غياب التبويض
قد يكون غياب التبويض خفيًا في بعض الأحيان، ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن أن تشير إليه. الانتباه لهذه العلامات يمكن أن يكون خطوتكِ الأولى نحو التشخيص:
عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها: يعتبر ذلك المؤشر الأبرز لغياب التبويض. إذا لاحظتِ أن طول دورتكِ يتغير باستمرار، أو أنها تنقطع لعدة أشهر، فهذا غالبًا ما يعني أن التبويض لا يحدث بانتظام. يبلغ متوسط الدورة الشهرية 28 يومًا، ولكنها قد تكون أقصر أو أطول ببضعة أيام.
الدورة الشهرية الغزيرة جدًا أو الخفيفة: يُعتبر غير طبيعي فقدان أكثر من 16 ملعقة صغيرة (80 مل) أو أقل من 4 ملاعق صغيرة (20 مل) من الدم خلال دورتكِ الشهرية. وكذلك، تُعد الدورة غير طبيعية إذا استمرت لأكثر من سبعة أيام أو أقل من ثلاثة أيام. بشكل عام، إذا كنتِ تحتاجين إلى تغيير الفوطة كل ساعة لعدة ساعات متتالية، فهذا يشير إلى دورة شهرية غزيرة.
غياب أعراض التبويض: عادة ما تلاحظ بعض النساء علامات مثل ألم خفيف في جانب واحد من البطن، أو تغير في إفرازات عنق الرحم لتصبح أكثر لزوجة وشفافية (تشبه بياض البيض النيء)، أو ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم القاعدية. إذا لم تلاحظي أيًا من هذه العلامات، فقد يشير ذلك إلى غياب التبويض.
صعوبة الحمل: بطبيعة الحال، إذا لم يتم إطلاق بويضة، فإن الحمل الطبيعي لن يحدث. هذا هو السبب الذي يدفع العديد من النساء لزيارة الطبيب.
تشخيص غياب التبويض
بشكل عام، يعتمد تشخيص غياب التبويض على ملاحظة الدورات الشهرية غير المنتظمة. الاختبارات التي يمكن أن تساعد في تشخيص هذه المشكلة هي:
- مستوى البروجسترون في الدم
- مستوى هرمونات الغدة الدرقية في الدم
- مستوى البرولاكتين في الدم
- فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) لأعضاء الحوض
علاج عدم التبويض
1. تغييرات نمط الحياة
عادة ما يبدأ العلاج بـتغييرات في نمط الحياة، والتي تشمل ما يلي:
التحكم في الوزن: إذا كنتِ تعانين من زيادة أو نقص في الوزن، فإن الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تنظيم التبويض. في كلتا الحالتين، من الضروري استشارة اختصاصي تغذية لضمان إدارة وزنكِ بطريقة آمنة وفعالة تدعم صحتكِ الإنجابية.
التحكم في التوتر: إذا اشتبه طبيبكِ في أن التوتر هو السبب، فقد يوصي بالحد من مسببات التوتر واستخدام تقنيات مثل التأمل واليوغا والتنفس العميق والاستشارة النفسية للتعامل بشكل أفضل مع التوتر.
تعديل التمارين الرياضية: إذا اشتبه طبيبك بأن روتينكِ الرياضي أو شدة تمارينكِ البدنية تُسبب عدم التبويض، فقد يوصي بالحد من مدة وشدة هذه التمارين.
2. الأدوية المحفزة للإباضة:
كلوميفين سيترات (Clomiphene Citrate): غالبًا ما يكون الكلوميفين هو الخط الأول للعلاج. يعمل على تحفيز الغدة النخامية لإطلاق الهرمونات التي تُحفز نمو البويضات.
ليتروزول (Letrozole): بديل لكلوميفين، يُستخدم غالبًا في حالات متلازمة تكيس المبايض. يعمل عن طريق خفض مستويات هرمون الإستروجين مؤقتًا، مما يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون (FSH). هذه الزيادة في FSH تحفز نمو بصيلات المبيض، وبالتالي تعزز عملية التبويض.
الغونادوتروبينات (Gonadotropins): هي إبر تحتوي على هرمونات تُحفز نمو البويضات مباشرة في المبايض. تُستخدم هذه الحقن تحت إشراف طبي دقيق وتتطلب مراقبة مكثفة.
3. علاج الحالات الكامنة:
إذا كان غياب التبويض ناتجًا عن مرض قابل للعلاج، فسيركز طبيبكِ على معالجة المشكلة الأساسية. على سبيل المثال، في حالات قصور الغدة الدرقية، يمكن أن يؤدي تناول الدواء المناسب إلى تنظيم التبويض. كما تُستخدم أدوية مثل الميتفورمين لعلاج متلازمة تكيس المبياض بتحسين مقاومة الأنسولين.
4. تقنيات الانجاب المساعدة:
إذا لم تساعدكِ تغييرات نمط الحياة أو الأدوية في علاج مشكلة عدم التبويض، فلا يزال هناك طرق يمكنكِ من خلالها تحقيق الحمل، مثل:
التلقيح داخل الرحم (IUI): يتضمن حقن الحيوانات المنوية مباشرة إلى رحم المرأة لزيادة فرص نجاح الإخصاب والحمل.
أطفال الانابيب (IVF): تتم العملية بتحفيز المبايض لإنتاج بويضات متعددة. تُسحب هذه البويضات وتُخصب بالحيوانات المنوية في المختبر. تُزرع الأجنة الناتجة لعدة أيام، ثم يُنقل أفضلها إلى الرحم. لمزيد من المعلومات عن الاسعار وشروط الإجراء، انقر الرابط التالي: اطفال الانابيب في ايران
الأسئلة المتكررة:
هل يحدث حمل بدون أيام التبويض؟
يجب أن تعلمي أن الحمل يتطلب وجود بويضة، لذا لن يحدث الحمل في دورة لا يوجد بها تبويض. مع ذلك، من المهم التفريق بين عدم التبويض المزمن وغیاب التبويض العرضي. العديد من النساء اللاتي يتمتعن بدورة شهرية طبيعية قد يواجهن دورات قليلة بدون تبويض دون أن يؤثر ذلك جوهريًا على قدرتهن على الإنجاب لاحقًا.
هل غياب الاباضة يسبب نزيف؟
إذا لم يحدث التبويض، قد يستمر النزيف، لكن هذا النزيف لا يُعد دورة شهرية حقيقية. يُعرف هذا النوع من النزيف بـالنزيف اللاهورموني، وهو ناتج عن اختلال في التوازن الهرموني.
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: تنشيط التبويض
اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: الفرق بين ضعف التبويض وضعف المخزون
المراجع:
https://www.webmd.com/infertility-and-reproduction/what-is-anovulation
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21698-anovulation