عملية تحديد نوع الجنين: الطرق والخطوات
يتم تحديد جنس الجنين من خلال الكروموسومات التي يرثها من والديه. تحصل الأم على كروموسومين X، بينما يحمل الأب كروموسوم X وكروموسوم Y. إذا ورث الجنين كروموسوم X من الأب، سيكون أنثى، وإذا ورث كروموسوم Y، سيكون ذكرًا، لذا فإن الأب هو الذي يحدد جنس الجنين.
هناك أسباب عديدة تجعل بعض الأزواج يرغبون في اختيار جنس مولودهم، مثل العادات الاجتماعية والثقافية، أو لأسباب طبية مثل تجنب بعض الأمراض الوراثية المرتبطة بالجنس.
توجد طرق تقليدية مثل تغيير النظام الغذائي، توقيت الجماع، وغسل المهبل، لكنها لا تضمن تحديد الجنس بدقة. أما الطرق العلمية الحديثة، مثل فرز الحيوانات المنوية، أو اطفال الانابيب مع فحص الأجنة (PGD)، فهي أكثر دقة وتوفر نتائج مضمونة إلى حد كبير.
طرق تحديد نوع الجنين
يوجد العديد من الطرق لتحديد جنس الجنين قبل الحمل، والتي تختلف في دقتها وتكلفتها وتعقيدها. من أبرز هذه الطرق:
تحديد نوع الجنين بالطرق العلمية
تحديد جنس الجنين بالطرق العلمية يعتمد على تقنيات طبية متطورة تساعد في زيادة احتمال إنجاب ذكر أو أنثى بدقة عالية مقارنة بالطرق التقليدية. من أبرز هذه الطرق:
1. التلقيح داخل الرحم وفرز الحيوانات المنوية
في هذه الطريقة، يتم أخذ عينة من السائل المنوي للرجل ووضعها داخل جهاز الطرد المركزي. نظرًا لأن الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم X أثقل وزنًا، فإنها تترسب في أسفل العينة، بينما ترتفع الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم Y إلى الأعلى. في النهاية، يتم حقن الحيوانات المنوية المختارة داخل الرحم لدى المرأة باستخدام قسطرة.
2. عملية اطفال الانابيب وتقنية PGD
في الخطوة الأولى، تتناول المرأة أدوية هرمونية لمدة 10 إلى 12 يومًا لتحفيز إنتاج بويضات متعددة، ثم يتم استخراجها من المبيض عبر إجراء جراحي بسيط. بعد ذلك، تُخصب البويضات بالحيوانات المنوية في المختبر وتُترك لتنمو لمدة حوالي 6 أيام. في هذه المرحلة، يمكن تحديد جنس الأجنة من خلال فحص (PGD)، الذي يتضمن أخذ عدد قليل من خلايا الجنين وتحليل الكروموسومات لتحديد ما إذا كان الجنين XY (ذكر) أو XX (أنثى).
تحديد نوع الجنين طبيعياً
هذه الطرق منخفضة التكلفة، ولكنها نسبية ولا يوجد ضمان. ومع ذلك، يمكن أن تزيد من احتمالية إنجاب جنس معين إلى حد ما.
1. توقيت الجماع
إحدى الطرق غير العلمية لتحديد جنس الجنين قبل الحمل هي الاعتماد على توقيت التبويض. تعتمد هذه الطريقة على مبدأ توقيت العلاقة الحميمة وفقًا لنظرية “شيتلز”، التي تشير إلى أن الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم X (الأنثوي) تتحرك ببطء لكنها تعيش لفترة أطول، في حين أن الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم Y (الذكري) أسرع لكنها أقل عمرًا.
إذا كنتِ ترغبين في إنجاب ولد، فمن الأفضل أن تكون العلاقة الحميمة قريبة جدًا من يوم التبويض، حيث يكون للحيوانات المنوية الذكرية فرصة أكبر للوصول إلى البويضة أولًا. أما إذا كنتِ ترغبين في إنجاب فتاة، فمن المستحسن ممارسة العلاقة قبل يومين إلى أربعة أيام من التبويض، بحيث تظل الحيوانات المنوية الأنثوية فقط على قيد الحياة عند إطلاق البويضة، مما يزيد من فرص الحمل بأنثى.
2. النشوة الجنسية لدى المرأة
وصول المرأة للنشوة هو طريقة أخرى لتحديد جنس الجنين قبل الحمل. حيث إن النشوة تقرّب الحيوانات المنوية من عنق الرحم وتؤدي إلى إفراز مواد تجعل بيئة المهبل قلوية، مما يزيد من فرصة وصول الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم Y، التي تتحرك بسرعة أكبر، إلى البويضة، وبالتالي تزداد احتمالية إنجاب ذكر. أما لإنجاب أنثى، فيُفضل أن لا تصل المرأة إلى النشوة.
3. النظام الغذائي
يبدأ هذا النظام الغذائي للنساء قبل 9 أسابيع من الحمل ويستمر حتى تأكيد حدوثه. لزيادة احتمال إنجاب ولد، يجب أن يكون تركيز أملاح البوتاسيوم والصوديوم في النظام الغذائي أعلى من أملاح الكالسيوم والمغنيسيوم. يمكن تحقيق ذلك من خلال تناول أطعمة مثل الموز، التمر، التين، الكيوي، البرتقال، البطاطس، الطماطم، المشمش، الكمثرى، الخوخ، الخضروات، البقوليات، المكسرات، والخبز الكامل.
أما لزيادة احتمال إنجاب بنت، فيجب رفع نسبة أملاح الكالسيوم والمغنيسيوم وزيادة كمية فيتامين D الضروري لامتصاص الكالسيوم بشكل فعال. لذا يُنصح بالإكثار من تناول منتجات الألبان (خصوصًا اللبن، الحليب، والآيس كريم)، البيض، الأسماك، خاصة السالمون، السردين، والتونة (بدون الكثير من الملح)، بالإضافة إلى الأرز.
أسباب عملية تحديد نوع الجنين
تشمل أسباب التفكير في اختيار جنس الجنين ما يلي:
الحد من خطر الاضطرابات المرتبطة بالجنس
يمكن الوقاية من انتقال الأمراض الوراثية المرتبطة بالجنس إلى الطفل عن طريق تحديد نوع الجنين. مثل الحثل العضلي الدوشيني (DMD) أو الهيموفيليا، تُورَّث من الأم لكنها تؤثر فقط على الأبناء الذكور. كما أن بعض الأمراض الأخرى، مثل التوحد ومتلازمة الكروموسوم X الهش، يكون احتمال إصابتها للذكور أعلى من الإناث.
التوازن الأسري
يساعد اختيار جنس الجنين على تحقيق التوازن في الأسرة. على سبيل المثال، يمكن للآباء الذين لديهم جميع الذكور والذين يرغبون في إنجاب فتاة اختيار إدخال أجنة أنثوية فقط (تلك التي تحتوي على كروموسومات XX).
كم تستغرق عملية تحديد نوع الجنين؟
في الواقع، تكتمل عملية تحديد نوع الجنين بـ PGD خلال دورتين شهريتين. في الدورة الأولى، يتم سحب البويضات، وتشكيل الأجنة في المختبر، وإجراء الاختبارات الجينية عليها. وفي الدورة الثانية، يتم تحضير الرحم لنقل الجنين. ولكن عملية تحديد نوع الجنين بـ IUI تستغرق نحو أسبوعين.
خطوات عملية تحديد نوع الجنين
تحفيز المبايض والتبويض: تبدأ هذه العملية بوصف أدوية الخصوبة، لإنتاج عدة بويضات بدلاً من واحدة.
استرجاع البويضات: عندما تنضج البويضات، يتم استخراجها من المبايض عبر إجراء عملية جراحية بسيطة.
جمع الحيوانات المنوية: بالتزامن مع استخراج البويضات، يتم جمع عينة من الحيوانات المنوية من الزوج لتحضيرها للإخصاب.
التلقيح: يتم دمج البويضات والحيوانات المنوية في بيئة مخبرية خاصة لضمان حدوث الإخصاب.
نمو الأجنة: تُراقب البويضات المخصبة أثناء تطورها ونموها في المختبر لعدة أيام.
خزعة الأجنة: بعد ذلك، يتم أخذ خلايا قليلة من الجنين كعينة وإرسالها إلى المختبر للتحليل.
تجميد الاجنة: يتم تجميد الأجنة حتى تظهر نتائج الفحص، وتحديد أي منها ذكر (XY) وأي منها أنثى (XX).
نقل الأجنة: عادة يمكن نقل الأجنة بعد شهر من العملية، يتم إذابة جنين واحد أو جنينين من النوع المطلوب، لنقلها إلى الرحم.
تحليل الحمل: يجب الانتظار 10-14 يومًا حتى تظهر نتائج الحمل.
نسبة نجاح عملية تحديد نوع الجنين
تعتمد نسبة النجاح على التقنية المستخدمة:
- تقنية PGD : تصل دقتها إلى 99%.
- تقنية IUI: تتراوح بين 75-80%.
- الطرق الطبيعية: لا تتجاوز نسبة نجاحها 50%
على الرغم من أن هذه الطرق تزيد من فرصك للحصول على الجنين من النوع المطلوب، ولكن لا تضمن حدوث الحمل والولادة الحية.
تكلفة عملية تحديد نوع الجنين
لا يمكن معرفة التكلفة النهائية إلا بعد استشارة الطبيب، حيث هناك عوامل كثيرة تساهم في ذلك:
البلد الذي يتم إجراء العملية بها: تختلف التكلفة بشکل کبیر من دولة إلى أخرى بسبب تفاوت تکالیف المعيشة.
المركز الطبي: تؤثر سمعة وخبرة المركز الطبي على التكلفة الإجمالية للإجراء.
نوع التقنية المستخدمة: تختلف الأسعار وفقًا للتقنية المستخدمة، تكلفة IUI أقل بكثير من IVF.
نوع الأدوية المستخدمة: يمكن أن تؤثر أدوية تحفيز الإباضة على التكلفة، حيث تختلف أسعارها حسب النوع والجرعة.
عدد الأجنة: كلما زاد عدد الأجنة التي يتم فحصها، زادت التكلفة بسبب الحاجة إلى اختبارات وراثية إضافية.
أضرار عملية تحديد نوع الجنين
على الرغم من أن عملية تحديد نوع الجنين تُعتبر آمنة نسبيًا، إلا أنه من الضروري تسليط الضوء على بعض المخاطر التي قد تصاحبها، ومن بينها:
متلازمة فرط تنشيط المبيض (OHSS): يمكن أن يؤدي استخدام الأدوية المحفزة للمبيض إلى استجابة مفرطة، مما ينتج عنه تضخم في المبيضين وتراكم للسوائل في البطن. قد تتراوح الأعراض من انزعاج خفيف إلى مضاعفات أكثر خطورة تتطلب تدخلًا طبيًا.
الحمل المتعدد: تزيد هذه التقنيات من احتمالية الحمل بتوائم أو ثلاثة توائم، مما يرفع مخاطر الحمل والولادة، مثل الولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود.
الخاتمة:
تحديد نوع الجنين هو إجراء طبي يُستخدم لأغراض طبية، مثل الوقاية من الأمراض الوراثية المرتبطة بالجنس، أو لأسباب اجتماعية تتعلق بالتوازن الأسري. تعتمد هذه العملية على تقنيات مثل التلقيح الصناعي (IVF) مع فحص الأجنة (PGD)، والتي تضمن دقة عالية تصل إلى 99%. ومع ذلك، فإنها قد تتطلب فترات انتظار طويلة وتكاليف مرتفعة. تختلف القوانين المتعلقة بتحديد الجنس من بلد لآخر، لذا يُفضل مراجعة التشريعات المحلية قبل اتخاذ القرار.
الأسئلة المتكررة:
هل تؤثر عملية تحديد الجنس على صحة الجنين؟
لم تجد الدراسات أي مضاعفات صحية على الأطفال المولودين بهذه الطريقة. مع ذلك، يمكن أن يتلف عدد قليل من الأجنة عند الخزعة، أو الإذابة.
هل يجوز تحديد نوع الجنين في جميع الدول؟
تفرض العديد من البلدان قوانين صارمة أو تحظر هذه التكنولوجيا تمامًا، بينما ترحب بها بلدان أخرى وتسمح للوالدين باتخاذ هذه الخيارات سواء لأغراض طبية أو غير طبية مثل إيران، تايلاند، وقبرص.
هل يمكن ضمان نجاح الحمل بعد تحديد نوع الجنين؟
لا يوجد ضمان 100% للحمل، حيث يعتمد معدل النجاح على عمر المرأة، جودة البويضات والحيوانات المنوية، والأجنة، وصحة الرحم.
المراجع:
https://www.tlcfertility.com/genderselection
https://www.pfcla.com/fertility-services/gender-selection