علاج العقم  

علاج العقم: طرق العلاج، التكاليف

يشهد مجال علاج العقم تطورًا مستمرًا، حيث تتوفر العديد من الأساليب الحديثة التي يمكن أن تساعد الأزواج على تحقيق حلم الأبوة. يحرص الأطباء المتخصصون على تقديم علاجات مخصصة لكل حالة، مع الأخذ في الاعتبار مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك أسباب العقم، ومدة الإصابة به، وعمر المرأة، وأولوية العلاج التي يحددها الزوجان بعد استشارة حول نسبة النجاح، والمخاطر، وفوائد كل خيار علاجي. 

علاج العقم للنساء 

أهم عامل في علاج العقم عند النساء هو العمر، حيث يقل عدد وجودة البويضات مع تقدم السن. بعد سن الـ 30، ينخفض احتمال الحمل بنسبة 3 إلى 5% سنويًا، وبعد سن الـ 40، يستمر انخفاض الخصوبة بشكل أكثر حدة. بالإضافة إلى ذلك، تزداد فرص الإصابة بمشاكل رحمية. لذا لا تؤخروا العلاج.

علاج العقم للرجال

قد يتفاوت علاج العقم لدى الرجال من تغييرات بسيطة في نمط الحياة إلى علاجات طبية معقدة. في بعض الحالات، قد يكفي تحسين النظام الغذائي، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والابتعاد عن العوامل البيئية الضارة مثل التدخين أو الكحول لتحسين صحة الحيوانات المنوية. أما في الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يتطلب العلاج أدوية لتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية أو إجراء جراحة لإصلاح مشاكل في الجهاز التناسلي. كما يمكن استخدام تقنيات متقدمة مثل التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري في بعض الحالات الشديدة.

طرق علاج العقم

1. علاج العقم بالادوية:

يوصى العلاج الدوائي للرجال والنساء الذين يعانون من مشاكل الخصوبة المرتبطة باختلال التوازن الهرموني. أكثر أدوية الخصوبة شيوعًا هي:

سيترات كلوميفين (كلوميد): يحفز إنتاج هرموني (FSH) و(LH) لدى الرجال والنساء.

هرمونات الغدد التناسلية مثل (hCG): یحفز نضج وإطلاق البويضات لدى النساء وإنتاج هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية عند الرجل.

مضادات الأكسدة والفيتامينات: تساعد في تحسين جودة الحيوانات المنوية والبويضات، وتنظيم الهرمونات.

ميتفورمين: يحسن عملية التبويض لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.

2. علاج العقم بالجراحة:

عند الرجال، يمكن أن يكون العقم ناتجًا عن انسداد في القنوات الناقلة للحيوانات المنوية أو بسبب دوالي الخصية، مما يؤثر على جودة الحيوانات المنوية وحركتها. في هذه الحالات، يمكن اللجوء إلى التدخل الجراحي لإزالة الانسدادات أو إصلاح الأنسجة المتضررة، مما يساعد في استعادة الخصوبة. بالإضافة إلى ذلك، إذا لم تكن الحيوانات المنوية موجودة في السائل المنوي، يمكن استخراجها مباشرة من الخصية.

أما في النساء، فقد يكون العقم ناتجًا عن انسداد في الأنابيب الرحمية، الأورام الليفية، أو مشاكل في المبايض. في هذه الحالات، يتم اللجوء إلى جراحة مثل تنظير البطن (Laparoscopy) لإزالة الانسدادات أو الأورام، مما يساعد في تحسين فرص الحمل. كما يمكن إصلاح مشاكل في المبايض أو الأنسجة المحيطة.

3. تقنيات الإنجاب المساعدة: 

تستخدم عندما لا تنجح العلاجات التقليدية أو الطبيعية في تحقيق الحمل. من أبرز هذه التقنيات:

التلقيح الصناعي داخل الرحم (IUI): حيث يتم إدخال الحيوانات المنوية مباشرة إلى رحم المرأة في وقت التبويض. هذه الطريقة مفيدة عند مشاكل في التبويض أو انخفاض في عدد أو حركة الحيوانات المنوية.

اطفال الانابيب (IVF): هو تقنية متقدمة ومعقدة في علاج العقم، تتضمن تحفيز المبايض، سحب البويضات، وتخصيبها في المختبر، وفي النهاية ترجيع الأجنة إلى الرحم.

الحقن المجهري (ICSI): هي تقنية متقدمة ضمن التخصيب في المختبر، حيث يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة في بويضة المرأة لتحسين فرص التخصيب، وهي مفيدة في حالات ضعف شديد في الحيوانات المنوية.

  1. تقنيات التبرع

تستخدم في حالات شديدة من العقم الأنثوي أو الذكوري. يتم اختيار المتبرعين وفق معايير صارمة تشمل الفحوصات الطبية والجينية لضمان سلامة الطفل. كما يُراعى الجانب القانوني، حيث تختلف القوانين بين الدول فيما يخص تقنيات التبرع، مما يجعل الاستشارة الطبية والقانونية ضرورية قبل اتخاذ القرار.

 التبرع بالبويضات: يتم اللجوء إلى هذه التقنية عندما تعاني المرأة من ضعف شديد في مخزون المبيض أو مشكلات وراثية تمنعها من إنتاج بويضات سليمة. يتم تخصيب بويضة المتبرعة بحيوان منوي الزوج في المختبر، ثم يتم نقل الجنين إلى رحم الزوجة.

التبرع بالحيوانات المنوية: يستخدم عندما يعاني الرجل من انعدام الحيوانات المنوية (الأزوسبرميا) أو أمراض وراثية خطيرة.

التبرع بالأجنة: في بعض الحالات، يتم التبرع بأجنة مخصبة من أزواج آخرين لم يتمكنوا من استخدامها، ويتم زرعها في رحم الزوجة. هذه التقنية تمنح فرصة الإنجاب لمن لا يستطيعون إنتاج بويضات أو حيوانات منوية سليمة.

الرحم البديل: يتم تخصيب بويضة الأم بحيوان منوي الأب في المختبر، ثم زرع الجنين في رحم امرأة أخرى. في هذه الحالة، لا تحمل الأم البديلة أي صلة وراثية بالطفل.

نسبة نجاح علاج العقم

تختلف نسب النجاح بناءً على عدة عوامل، مثل عمر المرأة، وجودة الحيوانات المنوية، ونوع العلاج. ولكن عادة ما تكون نسبة النجاح كما يلي:

التلقيح داخل الرحم (IUI): تتراوح بين 10-20% لكل دورة.

التلقيح خارج الرحم (IVF): تبلغ حوالي 40% للنساء تحت سن 35، لكنها تنخفض مع التقدم في العمر.

الحقن المجهري (ICSI): تزيد هذه التقنية من نجاح تخصيب البويضات (70-80%)، ولكن بمجرد حدوث التخصيب، يتشابه معدل الحمل مع الطريقة السابقة.

لا يوجد علاج مضمون 100%، لكن المثابرة والمتابعة الطبية المستمرة تزيد من فرص النجاح بشكل كبير.

تكاليف علاج العقم

من الصعب جدًا تحديد تكلفة دقيقة قبل تقييم كامل. يشمل هذا التقييم تأكيد الإباضة، وتحليل الحيوانات المنوية، وفحص الأعضاء التناسلية. بعد ذلك، سيتمكن الطبيب من تقديم تقدير أكثر دقة للتكاليف المتوقعة.

ولكن قبل بدء العلاج، ضع في اعتبارك أن علاجات العقم مكلفة للغاية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى الضغوط الجسدية والعاطفية. إذًا، يجب أن تكونوا في كامل استعداد. يمكن أن تشمل تكاليف العلاج ما يلي:

الأدوية: أسعار الحبوب الفموية أرخص بكثير من الأدوية القابلة للحقن.

الفحوصات: في بعض الحالات، نحتاج إلى إجراء تحاليل الدم وفحوصات السونار بالانتظام لمراقبة المبايض وكيفية الاستجابة للأدوية. 

تنظير الرحم أو البطن: من الإجراءات الطبية المهمة في تشخيص وعلاج العقم لدى النساء. 

التلقيح داخل الرحم: هذه العملية أبسط وأرخص بكثير مقارنة بالاخصاب في المختبر (IVF)، لكنها لا تنجح مع الجميع.

التخصيب في المختبر: تتضمن هذه العملية مراحل مختلفة، وكل مرحلة لها تكلفة منفصلة.

الفحوصات الوراثية: يُعتبر الفحص الوراثي قبل نقل الأجنة (PGD) إجراءً مهمًا للكشف عن الأمراض الوراثية والاختلالات الكروموسومية في الأجنة قبل زرعها في الرحم، تتفاوت تكلفة هذا الفحص بناءً على عدد الأجنة المراد فحصها، والعديد من العوامل الأخرى.

خزعة الخصية: يُستخدم لتشخيص أسباب العقم لدى الرجال أو لاستخراج الحيوانات المنوية لأغراض التلقيح الصناعي. 

البويضات والحيوانات المنوية المتبرعة بها: بالإضافة إلى تكاليف التلقيح الصناعي (IVF)، يجب دفع مبلغ إضافي للمتبرعين.

تأجير الارحام: هذه أغلى طريقة للإنجاب، ويمكن أن تتراوح تكلفتها بين 10 و200 ألف دولار، حسب الدولة التي تختارها للعلاج.

إذا كانت تكاليف علاج العقم في بلدك مرتفعة ولا تستطيع تحملها، يمكنك السفر إلى دول أخرى مثل ایران، حيث تتوفر علاجات متقدمة بأسعار مناسبة. لمزيد من المعلومات، يمكنك النقر على الرابط التالي: اسعار علاج العقم في ايران

مخاطر علاج العقم

على الرغم من أن علاجات العقم تمثل بارقة أمل للكثير من الأزواج، إلا أنها قد تنطوي على بعض المخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار قبل البدء في العلاج. تختلف هذه المخاطر تبعًا لنوع العلاج المستخدم وحالة المريض الصحية، لذا من المهم مناقشتها مع الطبيب المختص. إليك أبرز المضاعفات المحتملة:

  • متلازمة فرط تحفيز المبيض (OHSS): تحدث بسبب استجابة المبيض المفرطة للأدوية الهرمونية، مما يؤدي إلى انتفاخه وتراكم السوائل في البطن، وقد تتطلب الحالات الشديدة تدخلاً طبيًا.
  • الحمل المتعدد: يزداد خطر الحمل بتوأم أو أكثر بسبب الأدوية المستخدمة، مما قد يرفع احتمالية الولادة المبكرة أو مضاعفات للأم والأجنة.
  • الإجهاض: يمكن أن تكون معدلات الإجهاض أعلى لدى النساء اللاتي يخضعن لعلاجات العقم، خاصة مع تقدم العمر.
  • المضاعفات الجراحية: في بعض الحالات، تتطلب العلاجات تدخلات جراحية مثل خزعة الخصية أو تنظير الرحم، مما قد يسبب التهابات أو نزيفًا.
  • الآثار النفسية: قد يعاني الأزواج من التوتر والقلق بسبب طول مدة العلاج، التكلفة العالية، وعدم ضمان النجاح، مما قد يؤثر على صحتهم العاطفية.

ملخص ما سبق: 

تبدأ العلاجات باستخدام الأدوية الهرمونية التي تساعد على تحسين التبويض لدى النساء وتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال. في بعض الحالات، يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإزالة الانسدادات أو علاج دوالي الخصية لدى الرجال، أو تصحيح مشاكل الرحم والمبايض لدى النساء. أما في الحالات الأكثر تعقيدًا، فتُستخدم تقنيات التلقيح الصناعي مثل التلقيح داخل الرحم (IUI) أو التخصيب في المختبر (IVF) والحقن المجهري (ICSI)، حيث تزيد هذه التقنيات من فرص الحمل. كما تشمل الخيارات الأخرى تقنيات التبرع بالبويضات أو الحيوانات المنوية، وأحيانًا اللجوء إلى تأجير الأرحام.

الأسئلة المتكررة:

هل التامين يشمل علاج العقم؟

تختلف تغطية التأمين لعلاج العقم حسب الدولة وشركة التأمين. غالبًا ما تشمل الفحوصات الأولية، بعض الأدوية، والإجراءات الجراحية البسيطة، لكن نادرًا ما تغطي تقنيات مثل أطفال الأنابيب أو تأجير الأرحام. بعض الخطط قد توفر تغطية جزئية أو تتطلب بوليصة خاصة. من الأفضل مراجعة شركة التأمين لمعرفة التفاصيل الدقيقة.

ما هو العقم الذي ليس له علاج؟

شهد العقدان الماضيان تطورات هائلة في مجال تشخيص وعلاج العقم، مما أدى إلى نجاح علاج نحو 65% من الأزواج الذين يعانون من العقم باستخدام التقنيات الحديثة. ولكن تبقى بعض الحالات التي يصعب أو يستحيل علاجها، مثل فشل المبيض المبكر أو إزالة الأعضاء التناسلية. في هذه الحالات، تظل الخيارات المتاحة للإنجاب هي اللجوء إلى تقنيات مثل التبرع بالبويضات أو تأجير الأرحام.

تقييمك :

يشارك :

مصدر :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *