سماكة بطانة الرحم: الاعراض، الاسباب، العلاج
خلال كل دورة شهرية، تزداد سماكة بطانة الرحم تدريجياً تحت تأثير الهرمونات استعداداً لاحتمال حدوث حمل. فإذا حدث التلقيح، تُصبح هذه البطانة المكان الذي ينغرس فيه الجنين. أما إذا لم يحدث حمل، فإنها تتلاشى وتخرج من الجسم على شكل دم الحيض.
لكن في بعض الحالات، تنمو هذه البطانة بشكل مفرط، متجاوزة الحدود الطبيعية، مما يؤدي إلى حالة تُعرف بـ “فرط تنسج بطانة الرحم. بشكل عام، يُفترض ألا تتجاوز 16 ملم عند النساء في سن الإنجاب و 5 ملم عند النساء بعد انقطاع الطمث.
أنواع سمك بطانة الرحم
يقوم الأطباء بتقسيم تضخم بطانة الرحم حسب شكل الخلايا تحت المجهر. بعض الأنواع تكون بسيطة ولا تُسبب مشاكل خطيرة، بينما بعض الأنواع الأخرى قد تتحول إلى سرطان إذا لم تُعالج.
النوع البسيط أو المعقد بدون تغيّرات خطيرة: تبدو الخلايا طبيعية، والاحتمال أن تصبح سرطانية منخفض. في بعض الحالات، قد تتحسن الحالة من تلقاء نفسها، أو يصف الطبيب علاجاً هرمونياً.
النوع غير النمطي (مع تغيّرات غير طبيعية): في هذا النوع، شكل الخلايا غير طبيعي، ويكون هناك خطر أكبر لتطوّر سرطان بطانة الرحم إذا لم يتم العلاج بشكل مناسب.
أعراض سماكة بطانة الرحم
قد تعاني النساء المصابات بفرط تنسج بطانة الرحم من:
- دورات شهرية غزيرة أكثر من المعتاد
- طول فترة الحيض بشكل غير طبيعي
- نزيف بين الدورات الشهرية
- تكرار الدورة الشهرية بفاصل زمني أقل من 21 يوماً
- نزيف مهبلي يُشبه الحيض بعد انقطاع الطمث
- الإصابة بفقر الدم في بعض الحالات نتيجة فقدان الدم الشديد أثناء الدورة
اسباب سماكة بطانة الرحم
السبب الرئيسي لسماكة بطانة الرحم هو الخلل في توازن الهرمونات الأنثوية، خصوصاً الاستروجين والبروجستيرون. في الوضع الطبيعي، يعمل الاستروجين على نمو البطانة، بينما يتحكم البروجستيرون في تثبيتها وتنظيم تساقطها. عند غياب التوازن، وخصوصاً في حال زيادة الاستروجين دون وجود كافٍ من البروجستيرون، تستمر البطانة بالنمو دون توقف.
من الأسباب الشائعة:
- تكيس المبايض، حيث لا تحدث الإباضة بانتظام، فيبقى الاستروجين مسيطراً.
- السمنة، لأنها تُنتج استروجين من الخلايا الدهنية.
- تناول أدوية هرمونية بدون إشراف طبي.
- سن ما قبل انقطاع الطمث، حيث يكون التذبذب الهرموني كبيراً.
- وفي حالات نادرة، أورام الرحم أو خلايا غير طبيعية قد تلعب دوراً.
- داء السكري.
تشخيص سمك بطانة الرحم
نظرًا لأن النزيف الرحمي غير الطبيعي قد يكون ناتجًا عن عدة حالات مختلفة، يلجأ الطبيب إلى مجموعة من الفحوصات لتحديد السبب بدقة. ومن أبرز هذه الفحوصات ما يلي:
التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل:
يُستخدم هذا الفحص لتكوين صور تفصيلية للرحم باستخدام موجات صوتية عالية التردد. تساعد هذه الصور في تقييم سماكة بطانة الرحم والتأكد مما إذا كانت أعلى من المستوى الطبيعي.
خزعة بطانة الرحم:
في هذه الخطوة، يتم أخذ عينة صغيرة من أنسجة بطانة الرحم لتحليلها مخبريًا تحت المجهر. ويهدف هذا الفحص إلى الكشف عن أي تغييرات غير طبيعية في الخلايا أو التأكد من وجود خلايا سرطانية من عدمه.
تنظير الرحم:
يُستخدم جهاز دقيق ومضيء يُعرف بـ “منظار الرحم” لتمكين الطبيب من رؤية داخل الرحم وعنق الرحم بشكل مباشر. في بعض الحالات، يُجرى هذا الفحص بالتزامن مع إجراء الكحت (D&C) أو أخذ خزعة. يتيح تنظير الرحم للطبيب فحص التجويف الرحمي بدقة، واكتشاف أي مناطق مشبوهة وأخذ عينة منها إذا لزم الأمر. لمزيد من المعلومات عن هذا الفحص انقر الرابط التالي: تنظير الرحم
علاج سماكة بطانة الرحم
بوجه عام، هناك نوعان رئيسيان من العلاجات لتضخم بطانة الرحم، ويتم تحديد العلاج الأنسب بناءً على طبيعة السماكة وحدّتها:
1. في الحالات غير المرتبطة بالسرطان:
في الحالات غير المرتبطة بالسرطان، يُعالج تضخم بطانة الرحم عادةً باستخدام هرمون البروجستيرون (البروجستين)، ويُحدد نوع العلاج وجرعته ومدته وفقًا لعمر المريضة ودرجة السماكة.
في معظم الأحيان، يُستخدم العلاج على شكل حبوب هرمونية، وفي بعض الحالات قد يُلجأ إلى اللولب الهرموني (Mirena) لتوصيل الهرمون موضعيًا بشكل فعّال.
2. في الحالات الشديدة أو المعقدة:
في بعض الحالات، خصوصاً عند وجود خلايا غير طبيعية، قد يُوصى بـ كشط بطانة الرحم أو إجراء جراحة بسيطة لإزالة الأنسجة الزائدة. أما في الحالات التي يكون فيها خطر التحول السرطاني مرتفعاً، فقد يُوصى بـ استئصال الرحم كخيار نهائي وأكثر أماناً.
لكن العلاج لا يتوقف عند الدواء، بل يشمل نمط الحياة أيضاً، يوصى بتقليل الوزن إذا كنتِ تعانين من السمنة وممارسة الرياضة بانتظام.
هل سماكة بطانة الرحم يمنع الحمل؟
يُعيق تضخم بطانة الرحم الحمل الناجح من خلال عدة عوامل رئيسية:
خلل الهرمونات: غالبًا ما يرتبط تضخم بطانة الرحم باختلال في التوازن الهرموني، مثل ارتفاع الإستروجين وانخفاض البروجسترون. هذا الخلل قد يؤدي إلى اضطراب أو غياب الإباضة، مما يجعل الحمل صعبًا.
صعوبة انغراس الجنين: عندما تكون بطانة الرحم سميكة بشكل غير طبيعي، تصبح البيئة غير مناسبة لانغراس البويضة المخصبة، مما يمنع التصاق الجنين بجدار الرحم.
زيادة خطر الإجهاض: حتى لو حدث الحمل، فإن بطانة الرحم غير المنتظمة أو السميكة قد لا تستطيع دعم الحمل، مما يزيد من احتمالية الإجهاض المبكر. كما أن هذه الحالة قد تترافق مع مشكلات أخرى مثل متلازمة تكيس المبايض أو الأورام الليفية، مما يزيد من تحديات الإنجاب.
الأسئلة المتكررة:
هل سماكة بطانة الرحم بعد سن اليأس خطيرة؟
رغم أن سماكة بطانة الرحم بعد انقطاع الطمث تكون حميدة في حوالي 90% من الحالات ولا تُسبب مضاعفات خطيرة، إلا أنها تُعتبر علامة تحذيرية لاحتمال الإصابة بسرطان بطانة الرحم. لذلك، من الضروري الالتزام بمتابعة الطبيب، حيث قد يطلب إجراء خزعة لتحليل نسيج البطانة والتأكد من عدم وجود خلايا غير طبيعية.
كم سمك بطانة الرحم الطبيعي للحمل؟
على الرغم من عدم وجود رقم دقيق يُحدد السماكة المثالية لبطانة الرحم لحدوث الحمل، إلا أن الأطباء غالبًا ما يوصون بأن لا تقل سماكتها عن 7 إلى 8 ملم خلال فترة الإباضة، وأن تصل إلى 10 ملم على الأقل في المرحلة اللوتئية، وهي المرحلة التي تستعد فيها البطانة لاستقبال الجنين.
اقرأ أيضا: تجاربكم مع سماكة بطانة الرحم
المراجع:
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16569-atypical-endometrial-hyperplasia
https://www.yalemedicine.org/conditions/endometrial-hyperplasia