تجميد الأجنة: كيفية الإجراء ونسبة النجاح
تجميد الأجنة (Embryo Freezing) هو تقنية طبية متقدمة توفر فرصة للحفاظ على الأجنة بشكل آمن لفترات طويلة، واستخدامها في المستقبل. في البداية، يتم جمع البويضات والحيوانات المنوية في المختبر ودمجها معًا لتخصيب البويضة. بعد ذلك، تنمو هذه البويضة المخصبة في ظروف خاصة في المختبر وتتحول إلى جنين. الآن، هذا الجنين جاهز ليتم نقله إلى رحم الأم لاستكمال الحمل. كما يمكن أيضًا تجميده للاستخدام في المستقبل.
لماذا يتم تجميد الأجنة؟
عادة ما نلجأ إلى عملية تجميد الأجنة في الحالات التالية:
- بعد نقل جنين طازج، يمكن تجميد الأجنة الزائدة للوقاية من تكرار العلاج وتكوين الأسرة في المستقبل.
- يتم تجميد الأجنة بعد إجراء الفحوصات الوراثية عليها، لأن النتائج تستغرق أكثر من أسبوع.
- يُعد تجميد الأجنة وسيلة للحفاظ على الخصوبة، للأزواج الذين يرغبون في تأخير الانجاب أو يحتاجون إلى علاج السرطان.
- قد يوصي الطبيب بتجميد الأجنة للوقاية من متلازمة فرط تحفيز المبيض أو تحضير الرحم للحمل.
شروط تجميد الاجنة
قبل تجميد الأجنة، هناك بعض الشروط التي يجب أخذها في الاعتبار:
- يجب أن تكون الأجنة ذات جودة عالية لضمان نجاحها بعد الذوبان.
- يجب الحصول على موافقة قانونية من الزوجين، لأن بعض الدول تفرض قيودًا على تجميد الأجنة.
- يفضل تجميد الأجنة في عمر مبكر، لأن نجاح الحمل يتأثر بعمر البويضة.
كيف يتم تجميد الأجنة؟
هناك طريقتان رئيسيتان لتجميد الأجنة:
التجميد البطيء: في طريقة التجميد البطيء، تُوضع الأجنة في جهاز خاص يعمل على تبريدها تدريجيًا على عدة مراحل. بعد ذلك، تُضاف مواد واقية من التجمد لحماية الأجنة. وبمجرد اكتمال عملية التجميد، يتم تخزين الأجنة في النيتروجين السائل عند درجة حرارة منخفضة للغاية تصل إلى ( -196 درجة مئوية). تستغرق هذه العملية حوالي ساعتين لإتمامها.
التجميد السريع (التزجيج): هو تقنية حديثة ومتطورة لتجميد الأجنة، حيث تُوضع الأجنة في محلول ذي تركيز عالٍ من المواد الواقية من التجمد. بعد ذلك، تُغمر الأجنة مباشرة في النيتروجين السائل، مما يؤدي إلى تجميدها الفوري وتحولها إلى حالة زجاجية. هذه الطريقة تمنع تكون بلورات الثلج التي قد تتلف الأجنة، مما يزيد من فرص بقائها على قيد الحياة بعد الإذابة.
مدة تجميد الاجنة
من الناحية التقنية، يمكن الاحتفاظ بالأجنة المجمدة لفترات طويلة جدًا، إذ أثبتت الدراسات أن الأجنة تظل صالحة حتى بعد 10-15 سنة من التجميد، بل سجلت بعض الحالات نجاح الحمل باستخدام أجنة مجمدة منذ 20 عامًا.
لكن القوانين المنظمة لتجميد الأجنة تختلف من دولة لأخرى، فبعض الدول تحدد فترة تجميد معينة، مثل 5 إلى 10 سنوات، وبعدها يجب اتخاذ قرار بشأن استخدام الأجنة أو التخلص منها.
نسبة نجاح تجميد الأجنة
تختلف نسب نجاح تجميد الأجنة وفقًا لعدة عوامل، من بينها عمر المرأة وجودة الأجنة. عمومًا، تشير الدراسات إلى أن نسب نجاح الحمل باستخدام الأجنة المجمدة تتراوح بين 40% إلى 50%، وهي نسبة قريبة من نسب نجاح الأجنة الطازجة. كما أن التطورات الحديثة في تقنيات التجميد جعلت فرص بقاء الأجنة المجمدة مرتفعة، حيث تصل نسبة البقاء إلى 90-95% بعد التذويب.
عامل آخر مهم هو جودة بطانة الرحم، إذ يجب أن تكون في حالة مثالية لاستقبال الجنين، لذلك قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية الهرمونية قبل زرع الجنين لضمان نجاح العملية.
تكلفة تجميد الأجنة
تختلف تكاليف تجميد الأجنة، حسب المكان الذي تعيش فيه، وكذلك المركز الذي تختارها للعلاج. ولكن بشكل عام تشمل تكاليف العلاج ما يلي:
- استخراج البويضات وتخصيبها في المختبر.
- عملية التجميد والتخزين.
- رسوم الحفظ السنوية، والتي تبلغ نحو 200 دولار سنويًا.
اقرأ المزيد: علاج العقم: طرق العلاج
مخاطر تجميد الأجنة
أظهرت الأبحاث أنه لا يوجد زيادة في خطر العيوب الخلقية لدى الأطفال المولودين من أجنة مجمدة مقارنة بالولادات الطبيعية. مع ذلك يمكن أن يتلف بعض الأجنة أثناء عملية التجميد والذوبان. ولكن بفضل التقنية التجميد السريع زاد معدل النجاح بشكل كبير.
كما أن عملية التجميد تتيج الجسم فرصة كافية حتى تعود مستويات الهرمونات إلى طبيعتها قبل نقل الاجنة، مما قد يحسن فرص الحمل.
اقرأ المزيد: كيف تكون ولادة أطفال الأنابيب طبيعية أو قيصرية؟
الخاتمة:
تجميد الأجنة هو تقنية طبية تُستخدم لحفظ الأجنة لفترات طويلة بهدف استخدامها لاحقًا. يتم ذلك غالبًا في حالات تأجيل الحمل، الحاجة إلى العلاج الطبي، أو تحسين فرص الإنجاب. يمكن تجميد الأجنة في مراحل مختلفة، لكن التجميد في مرحلة الكيسة الأريمية (اليوم الخامس أو السادس) يعطي أفضل النتائج. هناك طريقتان رئيسيتان للتجميد: التجميد البطيء والتجميد السريع (التزجيج)، حيث يُعد الأخير أكثر فعالية في منع تلف الأجنة. رغم بعض المخاطر، مثل تكون البلورات الثلجية، إلا أن الدراسات تؤكد عدم وجود تأثير سلبي كبير على صحة الأطفال المولودين من أجنة مجمدة.
اقرأ المزيد: ترجيع الأجنة
الأسئلة المتكررة:
هل يمكن تجميد الاجنة مرتين؟
الأجنة التي تم تجميدها مرتين ثم إذابتها لديها معدل بقاء أقل بعد الذوبان، لكن معدلات الحمل والولادة الحية تماثل تلك الخاصة بالأجنة المجمدة مرة واحدة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وتقييم سلامتها على المدى الطويل.
هل يمكن تجميد الأجنة في اليوم الثالث؟
يمكن تجميد الأجنة في مراحل مختلفة من النمو، مثل اليوم الأول أو اليوم الثالث، ولكن غالبًا ما يتم تجميدها في مرحلة الكيسة الأريمية (اليوم الخامس أو السادس)، حيث تتجمد وتذوب بشكل جيد.
ما سبب فشل تجميد الأجنة؟
يمكن أن يفشل تجميد الأجنة بسبب ضعف جودة الجنين، أو تكوّن بلورات ثلجية أثناء التجميد، أو استخدام غير صحيح للمواد الحافظة. كما قد تؤدي الأخطاء التقنية أو مشاكل التخزين إلى تلف الأجنة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتم عملية الذوبان بعناية لتجنب أي ضرر. رغم أن تجميد الأجنة ناجح بشكل عام، إلا أن هذه العوامل قد تؤثر على بقائها.
اقرأ المزيد: هل الأجنة المجمدة أفضل من الفريش
المراجع:
https://www.hopkinsmedicine.org/health/treatment-tests-and-therapies/freezing-embryos#:~:text=In%20some%20situations%2C%20your%20physician,high%20during%20the%20IVF%20cycle.
https://fertility.womenandinfants.org/treatment/fertility-preservation/embryo-freezing#:~:text=How%20are%20embryos%20frozen%20and,(%E2%80%9Cantifreeze%E2%80%9D%20fluids).
https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0015028211006467?__cf_chl_tk=RmMBtBlB9jgcXFPxg3tun93zRXqrjOmsEKRRdPdXUDs-1740499306-1.0.1.1-F6YBHAufO_De5WjkqbcnHuYG0qCoMR7yUlRh4ZSVdlQ