يعتمد الحقن المجهري على عوامل كثيرة: جودة البويضات، كفاءة الحيوانات المنوية، توازن الهرمونات، واستعداد الرحم لاستقبال الجنين. أي خلل بسيط في هذه العوامل قد يؤثر على النتيجة. لهذا، هناك أشياء يجب أن تُتجنّب تمامًا، وأخرى يجب التحكم فيها بدقة. وفي هذا المقال، سنأخذك خطوة بخطوة في أهم الممنوعات قبل الحقن المجهري:
1. الكحول:
تشير الدراسات إلى أن استهلاك الكحول لدى كل من النساء والرجال يؤثر سلبًا على فرص الإخصاب والحمل. فتناول أكثر من أربعة مشروبات كحولية أسبوعيًا يرتبط بزيادة احتمال فشل عملية الإخصاب بنسبة تصل إلى 50%. كما يؤدي شرب الكحول لدى النساء إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين وتراجع عدد البويضات، في حين يؤثر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال.
2. التدخين:
التدخين له تأثير سلبي واضح على جميع مراحل عملية الحقن المجهري — بدءًا من تطور البويضات وحتى انغراس الجنين في الرحم. حتى مجرد التعرّض لدخان السجائر من المحيطين بك قد يُضعف فرص نجاح العملية.
إن النساء المدخنات يحتجن غالبًا إلى جرعات أعلى من أدوية التنشيط، ومع ذلك يُنتجن عددًا أقل من البويضات الناضجة. تجنبي التدخين تمامًا، وابتعدي عن الأماكن التي تحتوي على دخان، ويفضّل أن يتم ذلك قبل بدء العلاج بثلاثة أشهر على الأقل لتهيئة جسمك بأفضل شكل ممكن.
3. الكافيين:
إن استهلاك الكافيين بكميات كبيرة قد يخلّ بتوازن الهرمونات ويُضعف فرص انغراس الجنين. لا حاجة لقطع الكافيين تمامًا، ولكن من الأفضل ألا يتجاوز معدل استهلاككِ اليومي 200 ملغ، أي ما يعادل كوبًا إلى كوبين من القهوة.
ولا تنسي أن الكافيين لا يوجد فقط في القهوة، بل أيضًا في الشاي، مشروبات الطاقة، وحتى في بعض أنواع الشوكولاتة — لذا احرصي على متابعة إجمالي ما تتناولينه يوميًا.
4. النوم:
يلعب النوم الكافي دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن الهرمونات وتحسين وظيفة المبيضين. في المقابل، السهر والتعب المستمر قد يقللان من فرص نجاح الحقن المجهري. احرصي على النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًا، وتجنبي استخدام الشاشات قبل النوم لتسهيل دخول جسمك في حالة من الاسترخاء.
ومن المهم أيضًا أن تكون غرفة النوم مظلمة تمامًا، إذ يساعد الظلام على تحفيز إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يُسهم في تنظيم النوم ودعم الخصوبة بشكل طبيعي.
5. تغييرات مفاجئة في الوزن:
إن زيادة أو نقصان الوزن بشكل مفاجئ قد يؤثر سلبًا على توازن الهرمونات ويقلل من فرص نجاح الحقن المجهري. لذا، يُنصح بالحفاظ على وزن ثابت وصحي واتباع نظام غذائي متوازن تحت إشراف اختصاصي تغذية، مع تجنّب الحميات القاسية وغير المدروسة التي تؤدي إلى نقص العناصر الغذائية.
6. الضغط النفسي والتوتر:
الضغط النفسي والتوتر هما من أكثر العوامل الخفية التي تؤثر سلبًا على فرص الحمل، إذ تؤثر على جودة البويضات وانقباضات الرحم، كما تشير الدراسات إلى أن النساء الأكثر هدوءًا واسترخاءً يحققن نسب حمل أعلى. لذلك، من المهم الاعتناء بالصحة النفسية عبر ممارسة التأمل أو اليوغا، التحدث مع أخصائية نفسية عند الحاجة، وتخصيص وقت يومي لفعل أشياء ممتعة تساعدك على الاسترخاء والتوازن العاطفي.
7. التمارين الشاقة:
صحيح أن الرياضة مفيدة لصحة الجسم والعقل، لكنها قد تصبح ضارة إذا تم الإفراط فيها، خصوصًا عند الاستعداد للحمل. التمارين العنيفة مثل الجري لمسافات طويلة، تمارين الكارديو المكثفة، أو رفع الأثقال الثقيلة قد تؤدي إلى اضطرابات في التبويض وتؤثر على توازن الهرمونات. من الأفضل التوجه نحو النشاطات البدنية المعتدلة مثل المشي، أو اليوغا، فهي تساهم في تحسين الدورة الدموية، تخفيف التوتر، ودعم الصحة الإنجابية دون أن تُرهق الجسم.
8. بعض الأدوية:
بعض الأدوية والمكملات، حتى وإن بدت بسيطة أو “طبيعية”، قد تتداخل مع أدوية التنشيط أو تؤثر سلبًا على بطانة الرحم والتبويض، مما يضعف فرص نجاح التلقيح الصناعي. من ذلك مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الأسبرين)، الأدوية التي تحتوي على مضادات الهيستامين، والأسيتامينوفين في بعض الحالات. وحتى المكملات مثل الماكا أو الجنكة قد تؤثر على التوازن الهرموني. لذلك، لا تتناولي أي دواء أو مكمل دون استشارة الطبيب.