مدة قراءة المقال: 6-8 دقائق
يُعد التلقيح الصناعي من أبرز الابتكارات الطبية التي ساعدت ملايين الأزواج حول العالم على التغلب على مشكلة العقم والإنجاب. ومع ذلك، يطرح هذا الإجراء الطبي بعض التساؤلات من ناحية الشرع الإسلامي، وخاصة لدى المسلمين الذين يسعون لتطبيق مبادئ دينهم في حياتهم اليومية. ومن بين العلماء الذين يتوجه المسلمون إليهم لاستفسارهم عن الأمور الدينية المتعلقة بالتلقيح الصناعي هو المرجع الشيعي السيد علي السيستاني، والذي نقدم آراءه بخصوص هذه القضية.
حكم التلقيح الصناعي عند السيد السيستاني بین الزوجین الشرعيين
تلقيح البويضة بالحيوان المنوي للزوج في المختبر ثم زرع الجنين في رحم الزوجة ليس حراماً في ذاته، ولكن بما أن التلقيح الصناعي عادة ما يترافق مع كشف العورة أو لمسها أو النظر إليها، فقد يصبح حراماً، لا يجوز كشف العورة إلا عند الضرورة.
على أي حال، الطفل الناتج من هذه العملية يعتبر ولداً شرعياً للأبوين، وله نفس الحقوق والواجبات كأي طفل آخر.
رأي السيد السيستاني في التلقيح الصناعي بالبويضات المتبرعة
إذا لم تکن المتبرعة بالبويضة من محارم الزوج مثل الأم أو الأخت، فلا تعتبر العملية حراما. ولكن إجراءها عادة ما يتطلب النظر المحرم، لذلك لا يجوز إلا عند الاضطرار.
تثار مسألة مهمة تتعلق بنسب الطفل الناتج عن التلقيح الصناعي، فبعض الفقهاء يرون أن الأم هي صاحبة الرحم التي حملت الجنين، بينما يرى آخرون أنها صاحبة البويضة التي شكلت أساس الجنين. لا يقدّم سماحة السيد السيستاني فتوى محددة في هذا الموضوع، ويُسمح لمقلّديه بالرجوع إلى فقيه آخر.
فتوى السيد السيستاني حول التلقيح الصناعي في رحم بديل
التلقيح الصناعي باستخدام نطفة الزوج مع بويضة الزوجة وزرعها في رحم امرأة أجنبية ( وفقًا للاحتياط الواجب، لم تكن من محارم الزوج) ليس محرمًا بحد ذاته. ولكن بما أن التلقيح الصناعي غالبًا ما يتطلب كشف العورة أو لمسها أو النظر إليها، فإنه يصبح محرمًا من هذه الناحية. لذا، لا يجوز كشف العورة في غير حالات الضرورة.
وفي جميع الأحوال، إذا وُلد طفل نتيجة لهذه العملية، فإن انتسابه إلى الزوجة (صاحبة البويضة) أو إلى صاحبة الرحم محل إشكال. لذلك، وفقًا للاحتياط الواجب، ينبغي إجراء مصالحة في مسألة الإرث بينهما. ومن جهة أخرى، بما أن صاحبة البويضة هي زوجة والد الطفل، فهي تعتبر محرماً للطفل، وكذلك صاحبة الرحم (كالأم) تعتبر محرماً له. وفي الوقت نفسه، الزوج هو والده الشرعي.
هل يجوز التلقيح داخل الرحم بمني غير الزوج؟
هذا الفعل غير مشروع، ولكن لا يعتبر زنًا.
هل يجوز التلقيح الصناعي في المختبر بمني غير الزوج؟
التلقيح الصناعي باستخدام بويضة الزوجة مع نطفة رجل أجنبي في المختبر، ثم زرع الجنين في الرحم ليس محرمًا بحد ذاته. ولكن بما أن التلقيح الصناعي غالبًا ما يتطلب كشف العورة أو لمسها أو النظر إليها، فإنه يصبح محرمًا من هذه الناحية. لذا، لا يجوز إلا لمن اضطر.
وفي جميع الأحوال، إذا وُلد طفل نتيجة لهذه العملية، يُعتبر طفلًا شرعيًا للزوجة، ويكون محرمًا لها ويتوارثان. ومن جهة أخرى، يُلحق الطفل إلى متبرع النطفة ويكون محرمًا له، ويتوارثان أيضًا.
أما الزوج، فلا يكون له علاقة نسبية مع الطفل، وبالتالي لا يتوارثان. ولكن إذا كان المولود فتاة، فإنها تكون محرمة عليه باعتباره زوج أمها. وعلى أي حال، لا يجوز تبني هذا الطفل، ويجب إخبار الطفل بالحقيقة بطريقة لا تؤثر سلبًا على نفسيته. كما لا يجوز تسجيل الطفل باسمه في الوثائق الرسمية مثل شهادة الميلاد.
تُعرف إيران بوجود مراكز طبية رائدة في علاج العقم، تقدم خدمات متكاملة تشمل التلقيح الصناعي وعمليات أطفال الأنابيب. بفضل الخبرات المتقدمة وتكاليف العلاج المناسبة، يجذب هذا البلد الأزواج من مختلف أنحاء العالم. لمزيد من المعلومات حول رحلة العلاج والإجراءات المتاحة، يمكنك زيارة هذه الصفحة: علاج العقم في إيران
اقرأ المزيد: رأي السيد الخامنئي في التلقيح الصناعي
المصادر:
موقع السيد السيستاني – فتاوى السيد السيستاني حول التلقيح الصناعي.