تُعد عملية الحقن المجهري إحدى التقنيات المتقدمة في علاج العقم، وتُسهم في تحقيق نسب مرتفعة من الحمل الناجح. وعلى الرغم من فوائدها العديدة، إلا أنها قد ترافقها مخاطر صحية تشمل الأم والجنين.
فاستخدام الأدوية الهرمونية خلال مراحل العلاج قد يُسبب بعض المضاعفات للمرأة، مثل متلازمة فرط تحفيز المبيض. كما أن من أبرز التحديات المرتبطة بهذه التقنية احتمال حدوث حمل متعدد، مما قد يؤدي إلى ولادة مبكرة أو نقص في وزن الطفل عند الولادة. لهذا خصصنا هذا المقال لنشرح لكِ كل ما تحتاجين معرفته عن مخاطر الحقن المجهري.
أضرار الحقن المجهري على الأم
متلازمة فرط تنشيط المبيض (OHSS):
أثناء العلاج، تُستخدم أدوية هرمونية لتحفيز المبيض على انتاج بويضات متعددة، ما قد يسبب أعراضًا مثل الصداع، الانتفاخ، والغثيان. في بعض الحالات، قد يحدث فرط في تحفيز المبيض، مما يؤدي إلى ألم وتراكم السوائل، وعادةً ما تكون الأعراض خفيفة، لكنها قد تصبح خطيرة في حالات نادرة. (اقرأ المزيد: متلازمة فرط تنشيط المبيض (OHSS))
المضاعفات الناجمة عن إبرة السحب:
عملية سحب البويضات تُعد إجراءً بسيطًا وآمنًا في أغلب الحالات. قد تشعر المرأة بعده تقلصات خفيفة تشبه آلام الدورة، مع احتمال نزول بقع دم بسيطة نتيجة إدخال الإبرة عبر جدار المهبل. رغم ندرة المضاعفات الخطيرة، إلا أن بعض النساء قد يُصبن بعدوى أو نزيف داخلي في حال إصابة أحد الأعضاء المجاورة كالمبيض أو المثانة. لذا، في حال ظهور أعراض مقلقة مثل نزيف غزير، حرارة مرتفعة، أو ألم شديد، يجب مراجعة الطبيب فورًا.
الحمل المتعدد:
علاوة على ذلك، فإن نقل أكثر من جنين إلى الرحم قد يزيد من احتمالية حدوث حمل متعدد، كالتوأم أو الثلاثة توائم. هذا النوع من الحمل يرفع من خطر التعرض لمضاعفات صحية لكل من الأم والجنين، مثل ارتفاع ضغط الدم، تسمم الحمل، الإجهاض، الإصابة بفقر الدم أو سكري الحمل، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الولادة المبكرة أو ولادة أطفال بوزن منخفض.
مضاعفات الحقن المجهري على الأجنة
الشذوذات الكروموزومية الجديدة:
حتى لو كان عدد الكروموزومات عند الزوجين طبيعي، ممكن أن تحتوي بعض البويضات أو الحيوانات المنوية على خلل في عدد الكروموزومات بسبب طبيعة تكوّنها المعقدة. في الإخصاب الطبيعي، هذه الأمشاج غير السليمة لا تُخصّب غالبًا. لكن في الحقن المجهري (ICSI)، قد تُستخدم هذه الأمشاج عن غير قصد، مما يزيد من احتمال حدوث خلل كروموزومي في الجنين. وتشير الدراسات إلى أن هذا النوع من المشكلات قد يظهر لدى 3% من الأطفال الناتجين عن الحقن المجهري، مقارنةً بنسبة 0.6% فقط عند باقي الأطفال.
العيوب الخلقية:
حتى الآن، لا يوجد دليل قاطع يثبت أن الحقن المجهري (ICSI) يؤدي إلى زيادة في معدلات العيوب الخلقية. إذ تشير التقارير إلى أن نسبة الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية كبيرة، مثل الشفة الأرنبية، تتراوح بين 1% و5% سواء في عموم السكان أو لدى الأطفال الناتجين عن الحقن المجهري.
أما بالنسبة للعيوب البسيطة، فقد تظهر لدى ما يصل إلى 20% من الأطفال المولودين عبر ICSI، مقارنةً بحوالي 15% في عموم المواليد. على سبيل المثال، أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن خطر الإصابة بعيب نادر مثل الإحليل التحتي (hypospadias) يزيد بثلاثة أضعاف بعد الحقن المجهري. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم هذه المشكلات بشكل أعمق.
اقرأ المزيد: عيوب الحقن المجهري وفوائدها
الاجهاض:
مع الحقن المجهري، من الممكن استخدام أمشاج غير طبيعية، والتي عادةً ما لا تكون قادرة على إنتاج جنين قابل للحياة. وقد يزيد هذا من احتمالية تكوين جنين غير طبيعي. وعلى الرغم من أن أغلب هذه الأجنة لا تنجح في الانغراس داخل الرحم أو الاستمرار في النمو، إلا أن بعضها قد يستمر، مما يرفع من خطر حدوث الإجهاض. وقد أُشير إلى أن خطر الإجهاض يزداد مع شدة العقم عند الرجال.
المراجع:
https://www.shropshireivf.nhs.uk/icsi-frequently-asked-questions/
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC3600334/