تُعد عمليات زراعة المبيض من الإجراءات الطبية المتقدمة التي تهدف إلى استعادة وظيفة المبيض والقدرة الإنجابية لدى النساء، بالإضافة إلى تأخير أو تقليل الأعراض المزعجة لانقطاع الطمث مثل الاكتئاب والقلق والهبات الساخنة (التشنج والتعرق الليلي) وانخفاض الرغبة الجنسية، كما تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام.
يتناول هذا المقال نوعين رئيسيين من هذه العمليات: أولهما زراعة المبيض الكامل من امرأة أخرى، وهو خيار غير شائع حالياً بسبب الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة وما يترتب عليها من مخاطر صحية. أما النوع الثاني والأكثر رواجاً، فهو زراعة نسيج المبيض الذاتي، والذي يُستخدم بشكل أساسي للحفاظ على خصوبة المريضات قبل الخضوع للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
للحصول على استشارة طبية حول علاجات العقم، يمكنكم التواصل مباشرة مع خبرائنا عبر واتساب.
أنواع عمليات زراعة المبيض
1. زراعة المبيض من امرأة أخرى
على الرغم من أن زراعة المبيض بين امرأتين ممكنة، إلا أنها لا تُجرى بشكل روتيني. ويرجع ذلك لضرورة التزام المتلقية بأدوية مثبطة للمناعة بشكل دائم لمنع رفض المبيض المزروع. ونظرًا للآثار الجانبية الخطيرة والمتعددة لهذه الأدوية، يُفضل الأطباء عادةً خيارات أخرى للتعامل مع أعراض قصور المبيض، مثل العلاج الهرموني البديل.
مع ذلك، هناك تجارب ناجحة في زراعة المبيض بين الأختين. أعلن طبيب بلجيكي عن نجاحه في زراعة نسيج مبيض بنجاح بين أختين غير متطابقتين وراثياً ولكنهما متطابقتان في مستضدات (HLA). مما أتاح نجاح العملية دون الحاجة لاستخدام الأدوية المثبطة للمناعة. وقد أدى هذا الزرع إلى استعادة وظيفة المبيض والدورة الشهرية، وتكوين جنينين باستخدام الإخصاب خارج الجسم (IVF).
2. زرع نسيج المبيض الذاتي
تُستخدم هذه التقنية من خلال الاعتماد على أنسجة المريضة نفسها قبل بدء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، حيث تُزال الطبقة الخارجية من المبيضين التي تحتوي على البويضات غير الناضجة عبر عملية جراحية بسيطة تحت التخدير العام.
يتم تجميد أنسجة المبيض في درجات حرارة منخفضة جدًا للحفاظ على سلامتها الحيوية. وبعد الانتهاء من العلاج الأساسي، يمكن إعادة زراعة الأنسجة في جسم المريضة من خلال جراحة مماثلة، مما يُسهم في استعادة الدورة الشهرية والقدرة الطبيعية على الحمل.
حتى نهاية عام 2017، خضعت 318 امرأة لزرع أنسجة المبيض، وأكدت الغالبية العظمى منهن — حوالي 95% — أن دورتهن الشهرية عادت بعد العملية.
وقد نتج عن هذه التقنية ولادة أكثر من 200 طفل حول العالم، والعدد يزداد كل عام. نصف هذه الحملات تقريبًا حدثت بشكل طبيعي دون تدخل طبي إضافي، بينما تم الحمل في الحالات الأخرى بمساعدة التلقيح الصناعي أو الإخصاب المخبري.
من المخاوف المحتملة في زرع أنسجة المبيض هو احتمال احتوائها على خلايا سرطانية قد تعود للجسم بعد الزراعة، خاصة في حالات سرطان الدم الذي يمكن أن ينتشر إلى المبايض.
يتم فحص الأنسجة بعناية في المختبر قبل تخزينها، وإذا تم العثور على خلايا غير طبيعية، يُمنع استخدامها للحفاظ على الخصوبة.
تكلفة عملية زراعة المبيض
بما أن إجراء هذه العملية ليس شائعًا على مستوى العالم، فإن البيانات المتعلقة بتكلفتها غير متاحة. ومع ذلك، تتألف التكلفة إجمالاً من ثلاثة أجزاء:
- عملية إزالة أنسجة المبيض
- تجميد أنسجة المبيض
- عملية زراعة أنسجة المبيض
اقرأ أيضا: تبرع البويضات في ايران
اقرأ أيضا: عملية قص الشفرات
المراجع:
https://www.guysandstthomas.nhs.uk/health-information/fertility-preservation-for-women/ovarian-tissue-freezing
