بطانة الرحم هي الطبقة الداخلية من الرحم التي تنمو وتتساقط مع كل دورة شهرية، وهي الأرض التي ينغرس فيها الجنين ليبدأ رحلة الحمل. في الحالات الطبيعية، تنمو هذه البطانة تدريجيًا، لتصل إلى سماكة مثالية تتراوح بين 7 إلى 8 ملم تقريبًا. بعد الإباضة، وإذا حدث التلقيح، تستمر البطانة بالنمو وتُصبح غنية بالأوعية الدموية لتغذية الجنين. أما إذا لم يحدث الانغراس، فإنها تبدأ بالترقق وتتساقط على شكل دم الحيض.
أما عندما تكون بطانة الرحم أرقّ من المطلوب (أقل من 7 مم)، تُعرف هذه الحالة بترقق بطانة الرحم أو “ضعف بطانة الرحم”، وهي إحدى المشكلات التي قد تعيق الانغراس وتُقلل فرص الحمل. من أبرز أسباب هذه الحالة هو انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، وهو الهرمون الأساسي المسؤول عن نمو وتكثيف بطانة الرحم.
أعراض ضعف بطانة الرحم
فيما يلي بعض الأعراض الشائعة المرتبطة بترقق بطانة الرحم:
دورات شهرية غير منتظمة أو خفيفة: من أولى علامات وجود خلل في بطانة الرحم تغيرات في الدورة الشهرية الطبيعية، مثل قلة كمية النزف، أو قصر مدته، أو حدوث نزيف في أوقات غير معتادة.
العقم: بطانة الرحم الرقيقة قد تمنع انغراس الجنين بشكل سليم، مما يؤدي إلى صعوبة في حدوث الحمل. كما قد تؤدي إلى حالات حمل كيميائي أو حمل خارج الرحم، والتي تُعد من أسباب العقم.
أسباب ضعف بطانه الرحم
اختلال التوازن الهرموني: إن اختلال التوازن الهرموني، وخاصة نقص هرمون الإستروجين، قد يحدث نتيجة عدة عوامل مثل التوتر، النظام الغذائي غير الصحي، أو بعض الأدوية.
متلازمة تكيس المبايض: تُعد من أكثر الأسباب شيوعًا لترقق بطانة الرحم، وتتميز بارتفاع مستويات الهرمونات الذكرية (الأندروجينات)، مما قد يعيق عملية الإباضة ويؤثر سلبًا على نمو بطانة الرحم.
العمر: مع التقدم في السن، ينخفض إنتاج هرمون الإستروجين تدريجيًا، مما يؤثر سلبًا على نمو بطانة الرحم. كما تفقد الأوعية الدموية داخل الرحم مرونتها وتضعف قدرتها على التجدد، مما يساهم في ترقق البطانة. إلى جانب ذلك، يؤدي تراجع جودة البويضات مع العمر دورًا إضافيًا في هذه المشكلة.
ضعف تدفق الدم: تحتاج بطانة الرحم إلى تغذية دموية غنية حتى تنمو وتصبح قادرة على استقبال الجنين. عندما يقل تدفق الدم إلى الرحم، تصبح البطانة رقيقة وقد لا تسمح بالانغراس. هذا النقص في الدم قد يكون بسبب التدخين، أو السمنة، أو مشاكل صحية مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وحبوب منع الحمل.
أمراض المناعة الذاتية: عندما لا يفرّق الجهاز المناعي بين الخلايا السليمة والضارة، يمكن أن يهاجم بطانة الرحم نفسها، مما يسبب تآكلًا تدريجيًا فيها. هذا ما يحدث في بعض أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل ومرض كرون، مما يؤدي إلى بطانة رحم أضعف وأقل قابلية للانغراس.
نقص التغذية: في حالات سوء التغذية، يبدأ الجسم في استخدام أنسجته كمصدر للطاقة، بما في ذلك عضلات الرحم. هذا التدهور في البنية العضلية قد يقلل من كفاءة الرحم ويضعف بطانته، مما يؤدي إلى ترققها وصعوبة انغراس الجنين.
العدوى: بعض الأمراض مثل العدوى المنقولة جنسيًا أو السل يمكن أن تؤدي إلى تندب أنسجة الرحم، مما يسبب ترقق البطانة أو حتى حدوث التصاقات داخل تجويف الرحم، وهو ما قد يعيق الحمل.
الأورام الليفية الرحمية: هي أورام حميدة تنمو داخل أو حول الرحم، يمكن أن تؤثر على سماكة بطانة الرحم وموقعها، مما قد يعيق انغراس الجنين ويقلل من فرص الحمل.
أسباب علاجية: بعض الإجراءات والعلاجات الطبية قد تؤدي إلى ترقق بطانة الرحم. من أبرزها الاستخدام الطويل لحبوب منع الحمل الفموية أو أدوية تحفيز الإباضة مثل الكلوميفين، حيث يمكن أن تؤثر على نمو البطانة مع الوقت. كذلك، فإن وجود تاريخ سابق لإجراءات مثل التوسيع والكحت قد يُسبب تندبات في بطانة الرحم ويؤثر على سماكتها الطبيعية.
تشخيص بطانة الرحم الرقيقة
لتشخيص وتحديد السبب الرئيسي، قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات مثل:
- تصوير الرحم المائي بالسونار (Sonohysterography)
- الموجات فوق الصوتية عبر المهبل (Transvaginal Ultrasound)
- تنظير الرحم (Hysteroscopy)
علاج ضعف بطانة الرحم
يعتمد علاج بطانة الرحم في المقام الأول على تحديد وعلاج السبب الكامن. تشمل أبرز طرق العلاج ما يلي:
1. تنظير الرحم:
تنظير الرحم هو إجراء طبي يُستخدم لتقييم حالة بطانة الرحم من الداخل، حيث يُدخل الطبيب كاميرا صغيرة عبر المهبل إلى تجويف الرحم، مما يتيح له رؤية واضحة للتشخيص والعلاج في آنٍ واحد. يمكن من خلال هذا الإجراء اكتشاف علامات التهاب بطانة الرحم، أو إزالة السلائل (البوليبات)، والأورام الليفية الصغيرة، وكذلك الالتصاقات التي قد تُسبب ترقق البطانة.
كما يمكن أخذ عينة من بطانة الرحم لإجراء تحليل نسيجي لتحديد الميكروبات أو العوامل المرضية المسببة للمشكلة. بعد العملية، قد تشعر المرأة ببعض التقلصات الخفيفة ونزيف بسيط، وهو أمر طبيعي ويزول خلال أيام.
2. العلاج بالإستروجين:
يمكن استخدام العلاج بالإستروجين بطرق متنوعة للمساعدة في زيادة سماكة بطانة الرحم. من أكثر الأساليب شيوعًا استخدام لصقات أو جل موضعي يُوضع على الجلد يوميًا، أو تناول مكملات الإستروجين عن طريق الفم، وذلك بحسب ما يُحدده الطبيب بناءً على حالتكِ الصحية.
3. البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP):
تُعدّ البلازما الغنية بالصفائح الدموية خيارًا علاجيًا واعدًا للنساء اللواتي يعانين من بطانة رحم رقيقة ولا يستجبن للعلاجات التقليدية. وهي عبارة عن تركيز من الصفائح الدموية الذاتية التي يحتوي على نسبة عالية من عوامل النمو، التي تساعد في تجديد بطانة الرحم.
يُحقَن هذا العلاج مباشرة في تجويف الرحم، وعادة ما تبدأ نتائجه بالظهور خلال دورتين إلى ثلاث دورات شهرية. يُعد العلاج آمنًا عمومًا، نظرًا لأنه مستخرج من دم المريضة نفسها، مما يقلل من خطر الحساسية أو مقاومة الجسم للعلاج.
4. النظام الغذائي المتوازن والمكملات الغذائية:
اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات الطازجة، والحبوب الكاملة، يُساهم في تحسين صحة بطانة الرحم. كما يُنصح بتناول أطعمة غنية بالحديد مثل الشمندر، السبانخ، الفاصوليا، وبذور اليقطين لدعم الدورة الدموية. كما أن المكملات الغذائية مثل حمض الأرجينين وفيتامين E يُحسّنان سُمك بطانة الرحم.
5. تغيير نمط الحياة:
تُساهم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تحسين الدورة الدموية، مما يُساعد على زيادة سُمك بطانة الرحم. بالإضافة إلى ذلك، يُؤثر التوتر سلبًا على مستويات الهرمونات، وبالتالي يُمكن أن يُقلل من سُمك بطانة الرحم. لذلك، من الضروري الحصول على قسط كافٍ من الراحة لإدارة التوتر بشكل فعال.
الأسئلة المتكررة:
هل ضعف بطانة الرحم يسبب نزيف؟
يمكن أن يؤدي ترقّق بطانة الرحم إلى ضعف وهشاشة الأوعية الدموية، مما يسبب نزيفًا رحميًا، بالإضافة إلى دورات شهرية غير منتظمة ومؤلمة.
هل ضعف بطانه الرحم تمنع الحمل؟
نعم، ضعف بطانة الرحم يمكن أن يمنع الحمل، حيث توجد علاقة قوية بين سُمك بطانة الرحم والخصوبة. إذا كانت بطانة الرحم رقيقة جدًا (أقل من 7 ملم، أو حتى 5 ملم في حالات التلقيح الصناعي)، فإنها قد لا تكون قوية بما يكفي لانغراس البويضة الملقحة أو الحفاظ على الحمل، مما يزيد من خطر الإجهاض المبكر ومشاكل نمو الجنين.
هل اللولب يسبب ضعف بطانة الرحم؟
الاستخدام الطويل لوسائل منع الحمل مثل اللولب الهرموني، أو الحبوب الفموية المستمرة، قد يؤدي إلى ترقق بطانة الرحم. وعلى الرغم من أن هذا التأثير يُعدّ مفيدًا في منع الحمل، إلا أنه قد يُشكل عائقًا عند الرغبة في الإنجاب مستقبلاً.
اقرأ أيضا: تجربتي مع بطانة الرحم الرقيقة
اقرأ أيضا: سمك بطانة الرحم المناسب لارجاع الاجنة
اقرأ أيضا: كيف يتم تحضير بطانة الرحم قبل ارجاع الأجنة المجمدة؟
المراجع:
https://www.artfertilityclinics.com/in/en/art-blog/thin-endometrium-causes-symptoms-and-treatment#:~:text=Thin%20endometrium%20refers%20to%20endometrium,also%20leads%20to%20failed%20implantation.
https://aveya.in/the-silent-symptom-what-causes-thin-endometrium-and-how-is-it-treated/
