مدة القراءة: 5 دقائق
عندما نتحدث عن حالات عقم الرجال الميؤوس منها، فإننا نشير إلى حالات يقف فيها العلم عاجزاً. أسباب هذا العقم عميقة ومتجذرة، لدرجة أن العلاجات المتاحة تفشل في إحداث أي تغيير. في هذه الحالات، يصبح الأمل في الإنجاب ضئيلاً للغاية.
رغم ذلك، فتحت التقنيات المتقدمة مثل الحقن المجهري واستخراج الحيوانات المنوية من الخصية آفاقاً جديدة أمام الكثير من الرجال الذين كانوا يعتقدون أنهم محرومون من الأبوة للأبد. حتى لو لم تنجح هذه الطرق، یمکن استخدام الحيوانات المنوية أو الأجنة المتبرعة بها.
أنواع عقم الرجال الميؤوس منها
تشمل الحالات التي قد تدخل ضمن هذه الفئة:
الإصابات الشديدة في الخصيتين: إذا كانت الإصابة بالخصيتين (بسبب حادث، جرح، أو العلاجات الطبية مثل العلاج الإشعاعي) شديدة لدرجة أن إنتاج الحيوانات المنوية يتوقف تمامًا، فقد لا يكون هناك أمل في العلاج أو في استعادة إنتاج الحيوانات المنوية.
العقم الوراثي أو العيوب الصبغية: بعض الاضطرابات الوراثية مثل متلازمة كلاينفيلتر قد تؤدي إلى العقم الدائم. في هذه الحالات، عادةً لا يوجد علاج لاستعادة الخصوبة.
الاختلالات الهرمونية غير القابلة للإصلاح: الاضطرابات الهرمونية المزمنة، خاصة في الوطاء والغدة النخامية، والتي لا تستجيب للعلاج، قد تؤدي إلى عجز تام في إنتاج الحيوانات المنوية.
طرق علاج عقم الرجال الميؤوس منها
عادة ما يوصى بهذه العلاجات في حالات شديدة من عقم الرجال:
الحقن المجهري:
من خلال اختيار أفضل الحيوانات المنوية وحقنها مباشرة في البويضة، يمكن أن يكون فعالًا في حالات عقم الرجال الشديدة حيث لا يستطيع الحيوان المنوي بمفرده تخصيب البويضة. هذه الطريقة تكون مناسبة بشكل خاص في نقص شديد في عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها أو تشوهات فيها.
استخراج الحيوانات المنوية من الخصية أو البربخ:
هو من الأساليب الفعّالة في الحالات التي لا توجد فيها الحيوانات المنوية في السائل المنوي أو عندما توجد مشاكل هيكلية ووظيفية في قنوات نقل الحيوانات المنوية. هذه الطرق توفر إمكانية استخدام الحيوانات المنوية المستخلصة في العلاجات المتقدمة مثل الحقن المجهري(ICSI)، وتساعد الرجال الذين يعانون من مشاكل شديدة في العقم على تحقيق فرصة الأبوة.
استخدام الحيوانات المنوية المتبرعة:
في بعض الرجال، لا يوجد أي حيوان منوي قابل للاستخدام في السائل المنوي، وتكون المحاولات الجراحية لاستخراج الحيوانات المنوية من الخصيتين أو البربخ غير مجدية. في هذه الحالات، يصبح استخدام الحيوانات المنوية المتبرعة هو الخيار الوحيد المتبقي.
استخدام الأجنة المتبرعة:
بعض الأزواج الذين نجحوا في انجاب الطفل عن طريق التخصيب في المختبر، يتبرعون بأجنتهم الإضافية للأزواج الآخرين. في هذه الطريقة، لا توجد أي علاقة وراثية بين الجنين والوالدين، مما قد يكون تحديًا نفسيًا أو عاطفيًا بالنسبة لبعض الأشخاص.
اقرأ المزيد عن: تجربتي مع نقل الأجنة المجمدة
النتيجة:
نتيجةً للتطورات الطبية في علاج العقم، أصبحت هناك حلول جديدة لرجال يعانون من عقم ميؤوس منه، حيث كانت فرصهم في الإنجاب ضئيلة للغاية في الماضي. بينما تبقى بعض الحالات مثل الإصابات الشديدة في الخصيتين، العقم الوراثي، أو الاضطرابات الهرمونية غير القابلة للإصلاح بلا أمل في العلاج، فإن التقنيات المتقدمة مثل الحقن المجهري و استخراج الحيوانات المنوية من الخصية قد فتحت آفاقًا جديدة للعديد من الرجال. في الحالات التي لا تنجح فيها هذه العلاجات، يمكن اللجوء إلى استخدام الحيوانات المنوية المتبرعة أو الأجنة المتبرعة كحلول بديلة لتحقيق الأبوة، على الرغم من أن هذه الخيارات قد تكون مصحوبة بتحديات نفسية وعاطفية.