يشير تكسر الحمض النووي (DNA) إلى حدوث ضرر أو تغيير في التركيب الجيني للحيوانات المنوية. يمكن أن ينجم هذا الضرر عن عوامل مختلفة، مثل التعرض للمواد الكيماوية والسموم، أو التقدم في العمر، أو الإصابة ببعض الأمراض.
البويضة قادرة على إصلاح جزء من الأضرار التي تصيب الحمض النووي للحيوانات المنوية بعد التخصيب. لديها آلياتها الخاصة للقيام بذلك. لكن لو كان الضرر كبيرًا جدًا، أو كانت البويضة ضعيفة (ربما بسبب العمر)، فقد يستمر هذا الضرر وينتقل إلى الجنين. هذا قد يؤدي إلى فشل الجنين في النمو أو الانغراس، أو الإجهاض المتكرر، أو حتى ظهور تشوهات وراثية أو أمراض لدى المولود.
أعراض تكسر الحمض النووي
عادةً لا تظهر أعراض واضحة لتلف الحمض النووي في الحيوانات المنوية، لكن هناك بعض العلامات التي قد تُشير إلى وجود هذه المشكلة:
مشاكل في الخصوبة: إذا كان الزوجان يحاولان الحمل لفترة طويلة (أكثر من عام) دون نجاح، فقد يكون السبب خللاً في جودة الحيوانات المنوية.
انخفاض عدد الحيوانات المنوية: قد يُعتبر ذلك علامة على وجود تلف في الحمض النووي للحيوانات المنوية. وتساعد الفحوصات المتخصصة في تأكيد هذا الخلل.
تغيرات في جودة الحيوانات المنوية: يمكن أن تكون التغيرات في شكل وحركة الحيوانات المنوية دليلاً على الضرر. فالحيوانات المنوية السليمة يجب أن تكون ذات شكل طبيعي وقدرة جيدة على الحركة.
اسباب تكسر الحمض النووي
يمكن أن ينجم ذلك عن عوامل مختلفة، مثل:
1. الوراثة:
السبب الرئيسي وراء تلف الحمض النووي للحيوانات المنوية هو الوراثة في عائلتنا. ينتقل جزء كبير من التشوهات في الحمض النووي إلى الأجيال القادمة.
2. الإجهاد التأكسدي:
هو حالة يحدث فيها اختلال في التوازن بين إنتاج الجذور الحرة وقدرة الجسم على تحييدها. الجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة تتفاعل بسهولة مع الخلايا الأخرى في الجسم ويمكن أن تسبب تلفًا للحمض النووي.
3. العوامل البيئية:
التعرض للمواد الكيميائية الضارة، وتلوث الهواء، والإشعاعات، خاصة تلك الصادرة من الأجهزة الإلكترونية، يمكن أن يؤثر سلبًا على الحيوانات المنوية ويؤدي إلى تلفها. التلوث الصناعي والمواد الكيميائية في أماكن العمل تعتبر من العوامل الخطرة التي يجب أخذها في الاعتبار.
4. الأمراض:
قد تُسهم بعض الحالات الصحية المزمنة، مثل دوالي الخصية، ومرض السكري، ومشكلات القلب والأوعية الدموية، في التأثير سلبًا على صحة الحيوانات المنوية. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض أنواع العدوى المنقولة جنسيًا قد تؤدي إلى تراجع جودة الحيوانات المنوية وتؤثر على قدرتها على التخصيب.
5. نمط الحياة:
يمكن أن تؤدي عادات نمط الحياة غير الصحية، مثل التدخين، وتناول الكحول، واستخدام المواد المخدرة، والإفراط في استهلاك الكافيين، إلى الإضرار بجودة الحيوانات المنوية وسلامة الحمض النووي. كما تُعد السمنة وقلة النشاط البدني من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث هذا الضرر.
6. العمر:
لا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه العمر في التأثير على جودة الحيوانات المنوية. مع مرور السنين وتقدم الرجل في العمر، يصبح الحمض النووي الموجود داخل الحيوانات المنوية أكثر عرضة للتلف.
تحليل تكسر الحمض النووي
تُستخدم عينة من السائل المنوي لإجراء هذا الاختبار. ويعتمد على تلوين الحمض النووي (DNA) للحيوانات المنوية، تتلون الحيوانات المنوية التي تحتوي على حمض نووي سليم بشكل جيد، وتُشاهد هالة حول رأسها تحت المجهر. وتُفسّر النتائج كالتالي:
تكسر الحمض النووي أقل من 15%: تُعد هذه النتيجة ممتازة وتشير إلى معدل تكسر منخفض جدًا.
تكسر الحمض النووي بين 15% و 30%: تُعتبر هذه النتيجة متوسطة، وتشير إلى معدل منخفض لتكسر الحمض النووي.
إذا تجاوزت نسبة تكسر الحمض النووي 30%: تعتبر هذه النتيجة غير طبيعية وتشير إلى معدل مرتفع لتكسر الحمض النووي.
علاج تكسر الحمض النووي
يعتمد علاج تلف الحمض النووي (DNA) للحيوانات المنوية على سببه، تشمل أهم العلاجات ما يلي:
1. تغييرات نمط الحياة:
تُعد تغييرات نمط الحياة الإيجابية مثل الإقلاع عن التدخين، تقليل الكحول، ممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن صحي، خطوات أساسية ومهمة في تحسين جودة الحيوانات المنوية. هذه التعديلات البسيطة يمكن أن تُسهم بشكل كبير في تقليل تلف الحمض النووي وتحسين فرص الخصوبة.
2. مكملات مضادات الأكسدة:
تلعب مكملات مضادات الأكسدة دورًا فعالًا في تقليل الإجهاد التأكسدي، وهو عامل رئيسي يؤثر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية. من الأمثلة الشائعة لهذه المكملات، فيتامين C وفيتامين E، والزنك، والسيلينيوم.
3. العلاجات الدوائية:
في بعض الحالات، قد يستلزم الأمر تدخلات طبية لمعالجة تلف الحمض النووي للحيوانات المنوية. قد تشمل هذه العلاجات العلاج الهرموني لتصحيح أي اختلالات، أو المضادات الحيوية إذا كانت هناك التهابات. يجب أن تتم هذه العلاجات تحت إشراف أخصائي.
4. تقنيات الإنجاب المساعدة:
إذا استمرت مشاكل الخصوبة على الرغم من المحاولات العلاجية الأخرى، فقد تكون تقنيات الإنجاب المساعدة خيارًا فعالًا. من أبرز هذه التقنيات أطفال الأنابيب (IVF) والحقن المجهري (ICSI).
5. الاستشارة الوراثية:
في بعض الحالات التي تكون فيها مخاوف من وجود أسباب جينية كامنة، تصبح الاستشارة الوراثية خطوة ضرورية. يمكن للمستشار الوراثي أن يُقدم تقييمًا شاملًا وحلول مناسبة.
الأسئلة المتكررة:
هل يحدث حمل مع وجود تكسر الحمض النووي؟
بينما قد يلعب مؤشر تكسر الحمض النووي الذي يزيد عن 30% دورًا مهمًا في العقم الذكوري غير المبرر، إلا أنه لا يمنع فرصة الزوجين في تحقيق حمل صحي. في مثل هذه الحالات، يمكن أن تُقدم تقنيات الإنجاب المساعدة حلولًا فعالة لزيادة فرص الحمل.
كم يستغرق علاج تكسر الحمض النووي؟
عادةً ما يمكن ملاحظة التحسن في جودة الحيوانات المنوية خلال فترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر بعد البدء بتغييرات نمط الحياة. يعود ذلك إلى أن دورة إنتاج الحيوانات المنوية الكاملة تستغرق حوالي 72 يومًا. لتحقيق أفضل النتائج الممكنة وضمان فعالية العلاج، يُعدّ الالتزام الصارم بالعلاجات والتوصيات الموصوفة أمرًا بالغ الأهمية.
اقرأ المزيد: تحسين جودة الحيوانات المنوية
اقرأ المزيد: نصائح قبل عملية اطفال الانابيب
اقرأ المزيد: تحليل العقم عند الرجال