إن سؤال “كم مرة يمكنني تكرار عملية الحقن المجهري؟” يتردد كثيرًا في عيادات الخصوبة. بينما لا يوجد حد فني صارم لعدد المحاولات، لكن الأطباء عادة لا يوصون بأكثر من 3 إلى 6 دورات، مع الأخذ في الاعتبار عمر المريضة وحالتها الصحية وسبب العقم. من المهم استشارة الأخصائي لوضع خطة واضحة للعلاج والدعم النفسي والمالي لتجاوز هذه التحديات بأقل الأضرار.
العوامل المؤثرة على عدد تكرار عملية الحقن المجهري
1. العمر:
عمركِ عامل حاسم في تحديد عدد محاولات الحقن المجهري (ICSI) التي قد تحتاجينها لتحقيق الحمل. بالنسبة للنساء تحت سن الأربعين، فإن فرص النجاح تكون أفضل بكثير، وقد تصل إلى 65.3% بعد ست محاولات.
لكن هذه الفرص تتضاءل بشكل ملحوظ مع تقدم العمر. فالنساء اللاتي يتجاوز عمرهن 42 عامًا، تكون فرص النجاح لديهن أقل من 4%، حتى بعد ست دورات. في هذه الحالات، يُنصح غالبًا باللجوء إلى عملية التبرع بالبويضات.
2. التشخيص الدقيق:
بعد عامل العمر، يُعدّ التشخيص الدقيق هو حجر الأساس لنجاح علاج الخصوبة. يجب أن يخضع جميع المرضى لاختبارات شاملة للعقم، وذلك في مركز متخصص لعلاج الخصوبة، لضمان عدم إغفال أي تفاصيل. بدون هذا التشخيص الشامل، لن تتوفر المعلومات الكاملة اللازمة لتصميم علاجات مخصصة وفعالة.
إذا كنتِ قد سعيتِ للحصول على رأي أو رأيين متخصصين، وما زلتِ لم تحققي الحمل بعد ثلاث إلى أربع دورات من الحقن المجهري، فمن الصعب تبرير الاستمرار في المزيد من المحاولات بنفس النهج.
- سبب العقم والتاريخ الانجابي:
حتى مع التشخيص الواضح، تختلف صعوبة حالات العقم. فالنساء اللاتي حملن سابقًا يتمتعن بفرص نجاح أعلى في العلاج مقارنة بمن لديهن تاريخ من الإجهاض المتكرر. بينما تستجيب حالات مثل متلازمة تكيس المبايض، وانسداد قنوات فالوب، وانخفاض عدد الحيوانات المنوية، بشكل جيد للحقن المجهري، تواجه النساء المصابات بأورام ليفية معينة، أو تشوهات في الرحم، أو اختلالات كروموسومية في البويضات، أو ضعف مخزون المبيض، تحديات أكبر.
هذه الحالات الأخيرة، أو تلك التي تتضمن تشوهات وراثية معروفة لدى الزوج، غالبًا ما تتطلب تكرار دورات الحقن المجهري أو التفكير في خيارات مثل البويضات/الأجنة المتبرعة بها، أو استخدام الرحم البديل في حالات تشوهات الرحم.
4. نمط الحياة والصحة العامة:
تلعب خيارات نمط الحياة والصحة العامة دورًا محوريًا في القدرة على الحمل، وهذا ينطبق على الزوجين، خاصة عند السعي لإجراء الحقن المجهري. من الضروري التركيز على تبني عادات صحية تدعم الخصوبة، بما في ذلك اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام واعتدال، وإدارة الوزن، وتحسين عادات النوم، وإدارة التوتر.
خطوات لتقليل عدد دورات الحقن المجهري
بالإضافة إلى التزامكِ بأسلوب حياة صحي والاهتمام بصحتكِ العامة، هناك خطوات إضافية يمكنكِ اتخاذها لزيادة فرص نجاح علاج الخصوبة بأقل عدد ممكن من الدورات:
1. الفحص الوراثي قبل الزرع (PGT):
يُعدّ الفحص الوراثي قبل الزرع إجراءً شائعًا في الحقن المجهري، حيث يتم فحص عينة من الجنين للكشف عن تشوهات الكروموسومات والعيوب الوراثية. هذا الفحص يُسهم في تحسين فرص نجاح الحمل بولادة صحية عن طريق اختيار الأجنة السليمة للنقل.
2. استخدام البويضات، أو الأجنة المتبرعة بها:
أحيانًا، قد يقترح الطبيب استخدام بويضات، أو أجنة من متبرع. نعرف أن هذا الخيار قد لا يكون الأول الذي تفكرين فيه، وهذا طبيعي جدًا.
لكننا لا نقترحه إلا إذا كنا متأكدين أنه سيزيد فرصتكِ في الحمل بشكل كبير. على سبيل المثال، إذا كان عمركِ 40 سنة أو أكثر، فإن استخدام بويضات من متبرعة يمكن أن يزيد فرصة إنجاب طفل سليم بشكل كبير. اسمعي لنصيحة طبيبكِ جيدًا، فهو يريد الأفضل لكِ. لمزيد من المعلومات انقر الرابط التالي: تبرع البويضات في ايران
3. اختيار أفضل مركز وطبيب:
فخذي الوقت الكافي للبحث بعناية عن أخصائيي ومراكز علاج الخصوبة، ولا تختاري إلا أولئك الذين لديهم أعلى معدلات نجاح للنساء في نفس الفئة العمرية ولديهن تشخيص مماثل.
أضرار تكرار عملية الحقن المجهري
من خلال الدراسات والأبحاث المكثفة التي أُجريت على المتبرعات بالبويضات اللاتي خضعن لتحفيز هرموني لعدة مرات، اتضح أنه لا يوجد أي خطر متزايد للإصابة بأمراض مرتبطة بهذا التحفيز، مثل السرطانات.
إضافة إلى ذلك، قد تتساءل بعض النساء عما إذا كان تحفيز المبيض المتكرر قد يؤدي إلى إضعاف مخزون المبيض لديهن. لكن الأبحاث العلمية المتاحة تُشير إلى أنه لا يوجد خطر أعلى من المتوسط على مخزون المبيض جراء هذه العملية.
ومع ذلك، من المهم الإقرار بأن تكرار محاولات أطفال الأنابيب يمكن أن يكون له أعباء أخرى. فالتكلفة المادية قد تزداد بشكل كبير، كما أن الجانب النفسي له وزنه. الإحباط المتكرر الناتج عن فشل المحاولات قد يؤدي إلى فقدان الأمل والشعور باليأس، وهو ما يدفع العديد من الأزواج إلى الاستسلام.
اقرأ المزيد: عيوب الحقن المجهري وفوائدها
اقرأ المزيد: نسبة نجاح الحقن المجهري | شروط نجاح الحقن المجهري
اقرأ المزيد: ماهي الفيتامينات التي تؤخذ قبل الحقن المجهري؟
المراجع:
https://rrc.com/how-many-ivf-cycles-should-i-plan-for/