هل العقم وراثي؟

هل العقم وراثي؟ هي من الأسئلة الشائعة لدى الكثير من الأشخاص، خاصة إذا كان أحد والديك أو أختك أو أخوك مصابا بالعقم. في الواقع، هناك أسباب مختلفة يمكن أن تؤدي إلى العقم، في نسبة قليلة من الأشخاص له أسباب وراثية، ولكن في معظم الحالات يحدث لأسباب غير وراثية، مثل الأمراض المكتسبة، والتقدم في العمر، ونمط الحياة، والعوامل البيئية، وغيرها من العوامل. سنتحدث في هذا المقال عن العوامل الوراثية التي تساهم في الإصابة بالعقم.

 

الاضطرابات الوراثية للعقم عند النساء

1. متلازمة تكيس المبايض

متلازمة تكيس المبايض هي من الأسباب الشائعة للعقم لدى النساء، تحدث نتيجة لارتفاع الهرمونات الذكرية أو الأندروجينات في الجسم. غالبًا ما تؤدي إلى دورات شهرية غير منتظمة، وإباضة غير متوقعة، يمكن أن تسبب أيضا حب الشباب ونمو الشعر الزائد على الوجه والصدر والبطن.

تكون معظم حالات متلازمة تكيس المبايض وراثيا، أي تنتقل بين أفراد الأسرة. ولكن هناك عوامل الخطورة الأخرى للإصابة بها، مثل زيادة الوزن، ونمط الحياة الخامل، والتوتر، ومقاومة الأنسولين، ومرض السكري.

 

2. بطانة الرحم المهاجرة

هو مرض مؤلم يسبب نمو نسيج مشابة لبطانة الرحم خارج حدود الرحم مثل قناتي فالوب والمبيضين، وفي 50% من الحالات تؤدي إلى العقم. لأنه يسبب تشكيل ندبات والتصاقات، ويؤثر على جودة البويضات، وجهاز المناعة، والتوازن الهرموني.

اكتشف الباحثون أن بطانة الرحم المهاجرة لها عامل وراثي، وهناك جينات محددة يمكن أن تلعب دورا في انتشار هذا المرض بين أقارب الدرجة الأولى والثانية والثالثة، بما في ذلك الأخوات والأمهات والعمات والخالات.

لكن الوراثة ليست عاملا وحيدا للإصابة بها، يعتبر تعاطي الكحول، والتقدم في السن، والتعرض للتلوث والمواد الكيميائية أيضا من عوامل الخطورة.

 

3. انقطاع الطمث المبكر

انقطاع الطمث المبكر أو فشل المبيض المبكر، هو اضطراب يؤدي إلى توقف الدورة الشهرية والإباضة قبل سن الأربعين، ويؤثر على 1 إلى 3% من النساء. ويسبب انخفاض كمية هرمون الاستروجين وزيادة كمية الهرمون المنبه للجريب (FSH) في الجسم.

إن التاريخ العائلي له دور هام للإصابة بانقطاع الطمث المبكر. ولكن، علاوة على ذلك تساهم فيها العوامل البيئية ونمط الحياة، مثل التدخين والعلاج الكيميائي أو الإشعائي.

 

4. المشاكل الكروموسومية

يمكن أن تحدث الاضطرابات الوراثية نتيجة لتغيرات في الكروموسومات، مما تؤدي إلى العقم أو الإجهاضات المتكررة، أو العيوب الخلقية في الطفل. تشمل بعض الاضطرابات الوراثية ما يلي:

متلازمة تيرنر: تحدث نتيجة لفقدان أحد الكروموسومات X أو جزء منه، وبالتالي يكون الشخص أكثر عرضة لقصور المبيض.

متلازمة الصبغي X الهش: تنجم عن طفرة في جين يسمى FMR1، والذي يوجد على كروموسوم إكس. هذا التغيير الجيني يعرض الشخص  لخطر متزايد للإصابة بقصور المبيض.

متلازمة كالمان: هي اضطراب وراثي نادر في البشر، تحدث نتيجة لطفرة في عدة جينات مختلفة، وتؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون (GnRH) في الدماغ، وتأخير أو غياب البلوغ.

 

الاضطرابات الوراثية للعقم عند الرجال

قد يوصى بإجراء اختبارات وراثية في حالات شديدة من عقم الرجال، مثل عدد منخفض جدًا من الحيوانات المنوية، أو صغر حجم الخصيتين، أو انخفاض الشعر في الوجه أو الجسم.

 

1. الحذف الصغير لكروموسوم Y

يؤدي فقدان أجزاء صغيرة من كروموسوم Y إلى انخفاض أو غياب الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها أو شكلها غير الطبيعي. الرجال الذين يعانون من هذه المشكلة الوراثية، يجب عليهم الاستشارة الوراثية قبل محاولة الحمل، حيث يمكن أن تنتقل إلى ذريتهم.

 

2. متلازمة كالمان:

يمكن أن تؤثر هذه المتلازمة على الذكور والإناث، لا يقدر الجسم على إنتاج هرمونات معينة تساهم في البلوغ والتطور الجنسي. يمكن للأمهات نقل الجين إلى بناتهن وأولادهن، ولكن الآباء عادة ما ينقلونه إلى بناتهم فقط. 

 

3. متلازمة كلاينفيلتر:

توجد لدى الذكور نسخة إضافية من الكروموسوم X، أي يحملون كروموسومات XXY بدلاً من XY. وغالبا ما يؤدي إلى انخفاض التستوستيرون، والحيوانات المنوية، والعقم.

على الرغم من أن كلاينفيلتر هي متلازمة وراثية وجينية، إلا أنها لا تورث عادة، أي لا تنتقل عبر العائلة. تحدث نتيجة لخطأ وراثي عشوائي أثناء تكوين البويضة أو الحيوان المنوي، ليس من الواضح سبب حدوثه.

 

4. الانتقال الكروموسومي:

ینتقل جزء من الكروموسوم إلى كروموسوم آخر، يمكن أن تؤثر هذه الانتقالات على حجم الخصية ومستوى هرمون التستوستيرون، وفي النهاية يؤدي إلى انعدام الحيوانات المنوية أو قلتها. أظهرت دراسة أن الانتقالات الكروموسومية تسبب نحو 2% من حالات العقم عند الذكور.

الأسئلة الشائعة حول العقم والوراثة

1. هل يمكن أن يكون العقم وراثيًا؟
نعم، تشير الأبحاث إلى أن بعض أشكال العقم قد تكون مرتبطة بالعوامل الوراثية. قد تؤثر الجينات في نوعية الحيوانات المنوية أو البويضات، مما يزيد من خطر العقم.

2. ما هي العلامات التي تشير إلى أن العقم قد يكون وراثيًا؟
إذا كان لديك تاريخ عائلي من مشاكل الإنجاب أو العقم، فمن المهم استشارة طبيب متخصص. العلامات تشمل عدم القدرة على الحمل بعد محاولات مستمرة، بالإضافة إلى وجود مشكلات صحية متكررة في الأسرة.

3. هل يمكن اختبار العوامل الوراثية لمعرفة إمكانية الإصابة بالعقم؟
نعم، هناك اختبارات جينية متاحة يمكن أن تساعد في تحديد المخاطر المرتبطة بالعقم. يمكن للأطباء توجيهك نحو الاختبارات المناسبة بناءً على تاريخ عائلتك.

4. كيف يمكنني تحسين فرص الحمل إذا كان العقم وراثيًا؟
يمكنك تحسين فرصك من خلال الحفاظ على نمط حياة صحي، استشارة مختصين في الخصوبة، والنظر في خيارات مثل التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري، إذا لزم الأمر.

5. هل تؤثر العوامل البيئية على العقم الوراثي؟
نعم، العوامل البيئية مثل التعرض للمواد الكيميائية والتلوث يمكن أن تتفاعل مع العوامل الوراثية وتؤثر على الخصوبة. الحفاظ على بيئة صحية يمكن أن يساعد في تقليل هذه المخاطر.

6. هل يمكن للعلاج النفسي أن يساعد في التعامل مع العقم الوراثي؟
بالطبع، العلاج النفسي يمكن أن يكون مفيدًا لدعم الأفراد والأزواج الذين يواجهون تحديات الإنجاب. يمكن أن يساعد في تقليل القلق والتوتر المرتبط بعمليات العلاج.

يمكنك إضافة أو تعديل أي من هذه الأسئلة حسب احتياجات المقال.

للمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على المقالات التالية:

تقييمك :

يشارك :

مصدر :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *