إن الإجهاض المتكرر له آثاراً سلبية متعددة على الصحة الجسدية والنفسية للفرد. لا تقتصر هذه المضاعفات على الحمل في المستقبل فحسب، بل قد تؤثر أيضاً على جودة الحياة اليومية. ومن الجدير بالذكر أن مخاطر الإجهاض ومضاعفاته تتزايد بشكل ملحوظ في المراحل المتأخرة من الحمل، مما يجعل فقدان الجنين في الأشهر الأخيرة أكثر خطورة بكثير من حدوثه في البداية.
يمكن أن تزيد حالات الإجهاض المتكرر من خطر الإصابة بضعف أو قصور عنق الرحم، والالتهابات، والتصاقات الرحم، وتلف عنق الرحم، بالإضافة إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب وتدهور مستويات الطاقة.
1. قصور عنق الرحم
قد يؤدي الإجهاض إلى ضعف عنق الرحم، مما يرفع بشكل كبير من احتمالية الولادة المبكرة في حالات الحمل المستقبلية. النساء اللاتي مررن بإجهاض متعمد يكنّ أكثر عرضة بأكثر من الضعف لخطر إنجاب أطفال بوزن منخفض عند الولادة أو التعرض لولادة مبكرة، مقارنة بالنساء الأخريات.
2. التهابات الجهاز التناسلي
التهابات الجهاز التناسلي هي مضاعفة نادرة بعد الإجهاض، تحدث عندما تنتقل البكتيريا من المهبل إلى الرحم وقناتي فالوب. عادةً ما يتم إعطاء الأم مضادات حيوية للوقاية، ونادراً ما يتطلب الأمر تدخلاً جراحياً إضافياً. تتضمن أعراض العدوى: الحمى، القشعريرة، الألم المتزايد، الإفرازات المهبلية ذات الرائحة الكريهة، والنزيف الشديد.
3. التصاقات الرحم
أحد المضاعفات الشائعة، خاصة بعد إجراء الكورتاج، هو متلازمة آشرمان. تُعرف هذه المتلازمة بتكوّن نسيج ندبي داخل الرحم، مما قد يُسبب التصاق جدران الرحم ببعضها. هذا الالتصاق يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية، العقم، وزيادة خطر الإجهاض المتكرر في حالات الحمل اللاحقة. لمزيد من المعلومات انقر الرابط التالي: التصاقات الرحم
4. اختلال التوازن الهرموني
يُمكن أن يؤدي الإجهاض إلى اختلال في التوازن الهرموني، مما يؤثر سلباً على التبويض والدورة الشهرية ويُصعّب فرص الحمل. هذا الخلل الهرموني يُعطّل البيئة الهرمونية الكلية الضرورية لحدوث الإخصاب.
علاوة على ذلك، قد تُعاني بعض النساء من تغيرات في وظائف الغدة الدرقية بعد الإجهاض، مما يُسبب أعراضاً مثل التعب، تغيرات في الوزن، وتقلبات مزاجية. يُمكن أن يُحفز الضغط النفسي الناجم عن الإجهاض أيضاً إفراز هرمونات التوتر كالكورتيزول، ما يزيد من اختلال التوازن الهرموني ويُؤثر سلباً على الصحة العامة.
5. الإصابة بالعقم
في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي تجربة الإجهاض المتكرر إلى العقم. يحدث هذا عندما تتضرر أنسجة الرحم بسبب الإجهاضات المتتالية وتفقد قدرتها على الإخصاب. وقد تتطلب حالات الحمل المستقبلية اللجوء إلى تقنيات علاجية متقدمة مثل عملية اطفال الانابيب (IVF)، أو حتى الرحم البديل.
6. المضاعفات النفسية
يُخلّف الإجهاض المتكرر آثارًا نفسية عميقة. فتجربة عدة حالات إجهاض متتالية يمكن أن تُفضي إلى مشاعر شديدة من الاكتئاب، والقلق، والتوتر. هذه الحالات النفسية قد تؤثر سلبًا على قدرة الفرد على مواجهة تحديات الحياة اليومية والتخطيط لحالات الحمل المستقبلية. كما أن نقص الطاقة، والشعور باليأس، وفقدان الثقة بالنفس هي من بين المشكلات التي قد تظهر بعد الإجهاضات المتكررة.
للتعامل مع الاكتئاب بعد الإجهاض، اسمحِ لنفسكِ بالحزن وتواصلي مع الأحباء أو الأصدقاء أو معالج نفسي للدعم. مارسي أنشطة الرعاية الذاتية مثل الرياضة وتناول الطعام الصحي والنوم الكافي، وشاركي في أنشطة تُشعركِ بالسعادة.
اقرأ أيضا: الاجهاض المتكرر
اقرأ أيضا: تجربتي مع الإجهاض المتكرر
اقرأ أيضا: تحليل الاجهاض المتكرر