يُعد تجميد الأجنة من التقنيات المتقدمة والفعالة التي تُستخدم على نطاق واسع في مراكز العلاج. ومن أبرز مزاياه أنه يُتيح إمكانية حفظ الأجنة لفترات طويلة تمتد لسنوات، مما يمنح الزوجين مرونة في اختيار الوقت الأنسب لزرعها. كما يُوفر الوقت اللازم لتحضير بطانة الرحم بشكل مثالي قبل النقل، ويسمح بإجراء الفحوصات الوراثية على الأجنة قبل اتخاذ قرار الزرع.
ورغم هذه الفوائد المهمة، فإن للتجميد بعض التحديات أيضًا، أبرزها احتمالية تعرّض عدد من الأجنة للتلف خلال عملية الذوبان. في هذا المقال، سنسلّط الضوء على الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه التقنية، لمساعدتكِ على فهمها بشكل أعمق واتخاذ القرار الأنسب لحالتكِ.
عيوب الأجنة المجمدة
1. التكاليف الإضافية
يتطلب ترجيع الأجنة المجمدة دورة علاج إضافية تشمل المزيد من الفحوصات بالموجات فوق الصوتية، وتحاليل الدم، واستخدام الأدوية الهرمونية، مما يزيد من الأعباء الجسدية والمالية. كما تترتب على هذا الخيار تكاليف إضافية تتعلق بتجميد الأجنة، وتخزينها لفترات طويلة، ثم إذابتها لاحقًا عند الاستعداد للحمل. ونظرًا لأن اطفال الانابيب مُكلفة بطبيعته، فإن هذه التكاليف الإضافية قد تُشكل عبئًا ماليًا على بعض الأزواج.
2. تطلب مدة أطول
إن العملية تحتاج إلى وقت أطول مقارنة بنقل الأجنة الطازجة. فبينما يمكن نقل الأجنة الطازجة خلال 3 إلى 5 أيام فقط بعد سحب البويضات، فإن الأجنة المجمدة تتطلّب فترة تحضير قد تمتد إلى عدة أسابيع بعد السحب، حتى يكون الجسم مستعدًا تمامًا لاستقبال الجنين.
3. تلف بعض الأجنة
من أبرز عيوب تجميد الأجنة هي أن بعض الأجنة لا تتحمّل عملية الذوبان وتتعرض للتلف. ومع ذلك، تُظهر الإحصاءات أن أكثر من 90٪ من الأجنة تظل قابلة للحياة بعد فكّ التجميد.
لكن رغم ندرة هذه الحالات، فإن فقدان جنين واحد يمكن أن يكون مؤلمًا نفسيًا، خصوصًا إذا كان عدد الأجنة المتوفرة محدودًا. لذلك، من الضروري إجراء التجميد في مراكز موثوقة وذات خبرة لضمان أعلى معدلات النجاح.
فوائد الأجنة المجمدة
1. الاحتفاظ بالأجنة لسنوات طويلة
من أبرز مزايا الأجنة المجمدة أنها تتيح إمكانية حفظها لفترات طويلة تمتد لعدة سنوات، مع الحفاظ على جودتها. ويمكن استخدام هذه الأجنة في الوقت الذي ترينه مناسبًا للحمل. وقد سُجلت حالات ناجحة لحمل وولادة أطفال باستخدام أجنة كانت مجمدة لمدة وصلت إلى 20 عامًا.
2. توفیر فرصة للفحص الجيني قبل الزرع
الفحص الجيني قبل الزرع (PGT) هو أداة دقيقة تُستخدم لاكتشاف العيوب الوراثية أو الكروموسومية في الأجنة. ويساعد في اختيار الأجنة السليمة فقط للزرع. يُتيح تجميد الأجنة وقتًا كافيًا لإجراء الفحص وتحليل النتائج بهدوء قبل تحديد موعد النقل.
3. تنسيق دقيق بين نقل الجنين واستعداد الرحم
أحد أبرز فوائد تجميد الأجنة هو أنه يمنح الفريق الطبي الوقت الكافي لتحضير بطانة الرحم بعناية وتحديد التوقيت الأمثل للزرع بدقة. هذا يقلل من خطر فقدان فرصة الحمل نتيجة عدم التوافق الزمني بين الجنين والرحم، ويزيد من فرص النجاح في كل محاولة.
4. يحد من تكرار دورات العلاج
يمكن نقل واحد أو اثنين من الأجنة إلى الرحم في الدورة الحالية. أما الأجنة الزائدة، فيتم تجميدها وتخزينها لاستخدامها في الدورات المستقبلية إذا لزم الأمر، مما يوفر الوقت والجهد، ويقلل من تكرار الإجراءات الطبية، ويزيد من الفرص الناجحة للحمل في المستقبل.
5. الحد من خطر الإصابة بمتلازمة فرط تنبيه المبيض
تعاني بعض النساء من متلازمة فرط تحفيز المبيض نتيجة استخدام الأدوية المنشطة، وتزداد هذه الحالة في حال حدوث الحمل بسبب ارتفاع هرمون (HCG). في هذه الحالة، يمكن تجميد الأجنة ونقلها لاحقًا بعد معالجة المشكلة. أما في حالة نقل الأجنة الطازجة، فقد يتعرض الجسم لكمية كبيرة من الهرمونات، مما قد يؤثر على بطانة الرحم.
الكلام النهائي:
في الختام، على الرغم من وجود بعض العيوب التي قد ترتبط بتجميد الأجنة، إلا أن فوائده تفوق بكثير هذه العيوب. بالتالي، يمكن القول بثقة أن تجميد الأجنة يعد خيارًا ممتازًا واستراتيجيًا يعزز بشكل كبير من فرص النجاح في علاجات الخصوبة، ويوفر مرونة أكبر للأزواج، ويساهم في زيادة راحتهم النفسية خلال رحلتهم نحو تحقيق حلم العائلة.
لمعرفة المزيد، تفضلوا بقراءة تجربة واقعية لإحدى المريضات في صفحة: تجاربكم في ترجيع الأجنة المجمدة