الاجهاض المتكرر 

الإجهاض المتكرر: الأسباب، الفحوصات، العلاج، وفرص الحمل

الإجهاض المتكرر هو فقدان الحمل لثلاث مرات أو أكثر قبل الأسبوع 23 من الحمل. مع ذلك، تحدث معظم حالات الإجهاض خلال الأسابيع الاثني عشر الأولى. هذه المشكلة ليست شائعة جدًا، حيث تؤثر فقط على 1% من الأزواج. مع ذلك، يُنصح بإجراء الفحوصات الطبية لتحديد الأسباب بعد حدوث اجهاضين متتاليين، لا سيما في الحالات التالية:

  • إذا كان عمر المرأة أكثر من 35 عامًا.
  • وجود تاريخ سابق للإجهاض بعد تكوّن قلب الجنين وبدء نشاطه.
  • وجود مشاكل العقم لدى أحد الزوجين.

أنواع الإجهاض المتكرر

تتنوع أنواع الإجهاض، لكنها تُصنَّف عادةً إلى فئتين رئيسيتين: 

الإجهاض المبكر:

هو الإجهاض الذي يحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وغالبًا ما يكون بسبب مشاكل وراثية أو كروموسومية للجنين، حيث يكون 50-80% من حالات الإجهاض التلقائية ذات أعداد كروموسومية غير طبيعية. كما يمكن أن تلعب المشاكل البنيوية للرحم دورًا في الإجهاض المبكر.

الإجهاض المتأخر:

قد يحدث بسبب مشاكل في الرحم، مثل الحاجز الرحمي أو الأورام الليفية، التي تؤثر على ثبات الحمل. كما أن اضطرابات المناعة، وضعف عنق الرحم يمكن أن يؤدي إلى حدوث الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل.

اسباب الاجهاض المتكرر

هناك العديد من الأسباب المحتملة للإجهاض المتكرر، والتي تختلف من امرأة لأخرى. من أبرز هذه الأسباب:

أسباب جينية: أكثر من 50% من حالات الإجهاض في الثلث الأول من الحمل ناتجة عن تشوهات كروموسومية في الجنين، والتي تحدث بشكل عشوائي أثناء التكوين.

العمر: يزداد خطر الإجهاض، سواء الفردي أو المتكرر، مع تقدم عمر المرأة، خاصة بعد سن 35، حيث تنخفض جودة البويضات، مما يزيد من احتمالية حدوث اضطرابات وراثية قد تؤدي إلى فقدان الحمل.

اضطرابات هرمونية: مثل متلازمة تكيس المبايض، اضطراب الغدة الدرقية، أو انخفاض هرمون البروجسترون الذي يدعم استقرار الحمل.

مشاكل في الرحم: مثل وجود الحاجز الرحمي، الأورام الليفية، أو ضعف عنق الرحم، مما قد يعيق تثبيت الحمل.

اضطرابات المناعة: مثل متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد، حيث يهاجم جهاز المناعة الجنين عن طريق الخطأ.

مشاكل تخثر الدم: تؤدي بعض الاضطرابات الوراثية إلى زيادة تخثر الدم، مما يمنع تدفق الدم إلى المشيمة ويؤدي إلى الإجهاض.

عوامل نمط الحياة: التدخين، تناول الكحول، السمنة المفرطة، أو التعرض لمواد سامة قد يزيد من خطر فقدان الحمل.

العوامل الذكورية: قد يؤدي الحمض النووي غير الطبيعي في الحيوانات المنوية إلى زيادة خطر الإجهاض المتكرر.

فحوصات الاجهاض المتكرر

إذا تعرضت المرأة لإجهاض متكرر، يجب إجراء فحوصات شاملة لتحديد السبب المحتمل. تشمل هذه الفحوصات:

الفحوصات الجينية: تحليل الكروموسومات للوالدين للكشف عن أي خلل وراثي.(اقرأ المزيد عن هذا الموضوع: تحليل الكروموسومات للعقم)

تحاليل الهرمونات: قياس مستوى هرمونات الغدة الدرقية، البرولاكتين، والبروجسترون.

تصوير الرحم: مثل السونار الثلاثي الأبعاد، أو الأشعة بالصبغة لتقييم شكل الرحم واكتشاف أي تشوهات.

اختبارات المناعة والتخثر: للكشف عن متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد أو اضطرابات تخثر الدم.

تحاليل العدوى: للتأكد من عدم وجود التهابات مزمنة قد تؤثر على استقرار الحمل.

علاج الإجهاض المتكرر

يمكن أن تشمل علاجات الإجهاض المتكرر تغييرات في نمط الحياة، أو تناول الأدوية، أو إجراء الجراحة أو الاختبارات الجينية لزيادة فرصة الحمل الناجح. 

1. خيارات نمط الحياة: 

يؤثر نمط الحياة بشكل كبير على فرص الحمل الصحي. الإقلاع عن التدخين وتعاطي الماريجوانا وتقليل استهلاك الكحول والكافيين  يمكن أن يزيد من فرص نجاح الحمل. بالإضافة إلى ذلك، إن إنقاص الوزن الزائد قد يُحسِّن من نتائج الحمل.

2. الجراحة: 

يمكن للجراحة تصحيح بعض المشكلات التي تؤثر على استقرار الحمل، مثل الحاجز الرحمي، والأورام الليفية، أو النسيج الندبي داخل الرحم. يساعد تحسين شكل تجويف الرحم في تقليل خطر الإجهاض. يتم الإجراء عادةً باستخدام منظار الرحم، وهو أداة مزودة بكاميرا تدخل عبر المهبل لإصلاح التشوهات داخل الرحم. تُجرى العملية في العيادات الخارجية في معظم الحالات، ويكون وقت التعافي قصيرًا، لا يتجاوز بضعة أيام.

3. الفحص الجيني:

إذا تم العثور على مشكلة كروموسومية، فقد يوصي الطبيب بالاستشارة الوراثية. ورغم أن بعض الأزواج المصابين بهذه الحالة قد ينجحون في الحمل الطبيعي، إلا أن تقنيات الإخصاب المساعد مثل اطفال الانابيب (IVF) قد تكون خيارًا أكثر أمانًا. في هذه الحالة، يتم تخصيب البويضات بالحيوانات المنوية في المختبر، ثم يتم فحص الأجنة باستخدام اختبار جيني (PGT) للكشف عن أي اضطرابات كروموسومية قبل نقلها إلى الرحم، مما يزيد من فرص الحمل السليم ويقلل من مخاطر الإجهاض.

4. أدوية تسييل الدم:

بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من اضطرابات المناعة الذاتية أو مشاكل تخثر الدم، مثل متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد، يمكن أن يساعد استخدام جرعات منخفضة من الأسبرين والهيبارين في تقليل خطر الإجهاض. تعمل هذه الأدوية على تحسين تدفق الدم إلى المشيمة، مما يساهم في استقرار الحمل.

ومع ذلك، نظرًا لأن هذه الأدوية تؤثر على تخثر الدم، فمن الضروري استشارة الطبيب قبل استخدامها، حيث يمكن أن تزيد من خطر النزيف أثناء الحمل أو الولادة. 

5. تصحيح مشاكل طبية أخرى:

قد يرتبط فقدان الحمل المتكرر بمشكلات طبية مزمنة. يمكن أن يساعد علاج حالات مثل السكري، اضطرابات الغدة الدرقية، وارتفاع مستويات البرولاكتين في زيادة فرص الحمل الصحي الكامل.

6. استئجار الرحم:

 من المحتمل أن يُنصح المرضى الذين لديهم تاريخ من الإجهاضات المتكررة مع عدد مرتفع (أكثر من 10 مرات) باستخدام الرحم البديل. ومع ذلك، فإن الرحم البديل ليس هو الخيار المناسب لجميع حالات الإجهاض المتكرر.

فرص نجاح الحمل بعد الاجهاض المتكرر

تعتمد فرص الحمل الطبيعي والصحي بعد الإجهاض المتكرر على عدة عوامل، مثل سبب حدوثه، وعمر المرأة، والصحة العامة، ونمط الحياة، والعلاجات المتاحة لمعالجة المشكلات الأساسية. إذا كان الإجهاض المتكرر بدون سبب واضح، تتراوح نسبة نجاح الحمل في المستقبل ما بين 60 إلى 70%.

أضرار الإجهاض المتكرر

تجربة عدة حالات إجهاض متكرر قد تترك آثارًا سلبية متعددة على الصحة الجسدية والنفسية للشخص: 

الأعراض الجسدية:

أحد المشاكل الرئيسية التي قد تنجم عن الإجهاض المتكرر هو ضعف أو عجز عنق الرحم. قد تؤدي هذه الحالة إلى الولادة المبكرة وحتى فشل الجنين.  كما أن هذه الحالة تزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى، و الالتصاقات الرحمية التي تؤثر على مسار الحمل في المستقبل.

الأعراض النفسية:

إن الإجهاض المتكرر يترك أيضًا تأثيرات نفسية عميقة. تجربة عدة حالات إجهاض متتالية قد تؤدي إلى مشاعر شديدة من الاكتئاب والقلق والتوتر. يمكن أن تؤثر هذه الحالات النفسية على قدرة الشخص على التعامل مع تحديات الحياة اليومية والتخطيط للحمل في المستقبل.

الأسئلة المتكررة:

ما هو أفضل وقت للحمل بعد الإجهاض؟

ينصح الأطباء عادةً بأن يحتاج الجسم إلى فترة لا تقل عن 3 إلى 6 أشهر للتعافي الكامل. هذه الفترة تتيح للأم الفرصة للاستعداد جسديًا ونفسيًا للحمل التالي، مما يزيد من احتمالية نجاحه.

هل الاجهاض المتكرر يسبب العقم؟

إن الإجهاض بحد ذاته لا يسبب العقم، لكن بعض المضاعفات قد تزيد من خطر حدوثه، مثل العدوى، الالتصاقات، وتلف عنق الرحم.

كيف امنع الاجهاض المتكرر؟

في كثير من الحالات، لا يكون سبب الإجهاض معروفًا ولن تتمكني من منعه. ومع ذلك، يمكن زيادة فرص الحمل الناجح، بالإقلاع عن التدخين، تقليل الكافيين، فحص الأمراض المنقولة جنسيًا، تناول حمض الفوليك، والتحقق من مستويات السكر في الدم.

المراجع:

https://www.nbt.nhs.uk/our-services/a-z-services/gynaecology/gynaecology-patient-information/recurrent-miscarriage

https://fertility.wustl.edu/learn/multiple-miscarriages/#:~:text=Types%20of%20miscarriage&text=Structural%20problems%20of%20the%20uterus,incompetent%20cervix%2C%20or%20premature%20labor.

https://www.reproductivefacts.org/news-and-publications/fact-sheets-and-infographics/treatment-of-recurrent-pregnancy-loss2/

 

تقييمك :

يشارك :

مصدر :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *