التلقيح الصناعي للحمل بتوأم

مدة قراءة المقال: 7-9 دقائق

يعتبر الحمل بتوأم حلمًا لبعض الأزواج، ويرى البعض في التلقيح الصناعي فرصة لتحقيق هذا الحلم. بفضل التقدم في تقنيات الخصوبة مثل التلقيح داخل الرحم (IUI) والتلقيح في المختبر (IVF)، أصبح الحمل بتوأم أو حتى أكثر ممكنًا، ولكنه يحمل أيضًا بعض التحديات والمخاطر التي يجب أخذها في الاعتبار. في هذا المقال، سنستعرض كيفية استخدام التلقيح الصناعي للحمل بتوأم، ونوضح فوائد هذه التقنية، والمخاطر المحتملة، والعوامل التي تؤثر على فرص نجاحها.

كيف يمكن أن يحدث الحمل بتوأم من خلال التلقيح الصناعي؟

لا يحدث الحمل بتوأم بشكل مباشر من خلال عملية التلقيح داخل الرحم نفسها، ولكن يكون غالبًا نتيجة استخدام أدوية تحفيز المبيض التي تساهم في زيادة إنتاج عدد أكبر من البويضات. خلال عملية IUI، يمكن للأطباء وصف أدوية مثل الكلوميفين سيترات أو الهرمونات المنشطة للمبيض لتحفيز المبايض على إطلاق أكثر من بويضة في دورة واحدة. عند إطلاق أكثر من بويضة خلال الإباضة، يزداد احتمال تخصيب أكثر من بويضة في وقت واحد، مما يزيد من فرص الحمل بتوأم أو حتى بحمل متعدد.

لكن التلقيح الصناعي خارج الرحم يتضمن تخصيب البويضات خارج الجسم ثم نقل الأجنة إلى الرحم. في بعض الحالات، يتم نقل أكثر من جنين واحد بهدف زيادة فرص الحمل، وهو ما يزيد من احتمالية حدوث حمل متعدد (بتوأم أو أكثر).

نسبة الحمل بتوأم بعد التلقيح الصناعي

وفقًا للأبحاث، فإن معدل الحمل بتوأم بعد التلقيح الصناعي داخل الرحم IUI يبلغ حوالي 10-30%، بينما يكون 2% في حالات الحمل الطبيعية بين عموم السكان. يعتمد ذلك على عوامل مختلفة مثل العمر وجودة البويضات، ونوع الأدوية وجرعتها.

في حال استخدام التلقيح الصناعي خارج الرحم (IVF)، يصبح من الأسهل التحكم في الحمل بتوأم. يوصي العديد من الأطباء بنقل جنين واحد فقط، هذه السياسة تهدف إلى تقليل مخاطر الحمل بتوأم أو أكثر، مع الحفاظ على فرص الحمل الناجح. في بعض الدول، يتم تطبيق إرشادات صارمة حول عدد الأجنة المنقولة لتقليل هذه المخاطر.

يظهر تقرير هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة (HFEA) أن معدل الولادات المتعددة انخفض بشكل كبير بين المرضى الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا (من 27% في عام 2007 إلى 6% في عام 2019) والمرضى الذين تزيد أعمارهم عن 44 عامًا (من 31% في عام 2007 إلى 5% في عام 2019).

هل يؤدي التلقيح الصناعي إلى الحمل بتوأم مطابق؟

لا، عادة ما يؤدي التلقيح الصناعي إلى  توأم غير متماثل، لأنه ناج عن تخصيب بويضتين منفصلتين من حيوانيين منويين مختلفين. لكن الحمل بتوأم متماثل يعتمد على انقسام الجنين الواحد، وهو أمر غير متحكم به ويحدث بشكل نادر.

فوائد الحمل بتوأم من خلال التلقيح الصناعي

رغم التحديات التي قد ترافق الحمل بتوأم، إلا أن هناك بعض الفوائد التي تدفع بعض الأزواج لاختيار هذا الخيار:

  1. إنجاز الحمل بطفلين في دورة واحدة: بالنسبة لبعض الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة، قد يكون الحمل بتوأم فرصة لإنجاب طفلين دون الحاجة إلى خوض عملية التلقيح الصناعي مرة أخرى.
  2. توفير الوقت والتكاليف: رغم أن الحمل بتوأم قد يزيد من تكاليف الرعاية الصحية خلال فترة الحمل وما بعدها، إلا أنه قد يوفر على الزوجين الوقت والتكاليف المرتبطة بمحاولات حمل مستقبلية.

مخاطر التلقيح الصناعي للحمل بتوأم

رغم الفوائد المحتملة، هناك بعض المخاطر التي يجب أن يكون الزوجان على علم بها عند التفكير في الحمل بتوأم باستخدام التلقيح الصناعي:

  1. مخاطر الولادة المبكرة: الحمل بتوأم يزيد من خطر الولادة المبكرة، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية للأجنة مثل نقص الوزن أو مشاكل التنفس.
  2. ارتفاع معدل الإجهاض: يرتفع خطر الإجهاض في حالات الحمل المتعدد مقارنة بالحمل الفردي.
  3. زيادة المضاعفات الصحية للأم: تشمل هذه المضاعفات ارتفاع ضغط الدم، وسكري الحمل، ومضاعفات الولادة مثل الولادة القيصرية.
  4. مشاكل طويلة الأمد للأجنة: الأجنة المولودة بتوأم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية طويلة الأمد، بما في ذلك مشاكل النمو والتطور.

الخلاصة

الحمل بتوأم من خلال التلقيح الصناعي يمكن أن يكون فرصة مغرية للأزواج الذين يرغبون في إنجاب أكثر من طفل في دورة واحدة. ومع ذلك، يجب أن يتم اتخاذ هذا القرار بعناية وفهم تام للمخاطر المحتملة والمضاعفات التي قد تصاحب الحمل المتعدد. استشارة الطبيب وفهم العوامل المؤثرة على فرص النجاح هما الخطوتان الأساسيتان لضمان تجربة آمنة وناجحة.

لمزيد من المعلومات:

في هذا المقال، نستعرض الشروط والمعايير الأساسية التي يجب أن تتوفر لدى الزوجين لنجاح التلقيح الصناعي. سنتناول جوانب مثل صحة قنوات فالوب، جودة الحيوانات المنوية، والعوامل العمرية، بالإضافة إلى حالات الصحة العامة التي تؤثر على هذا الإجراء.

المصادر:

  • الجمعية الأمريكية للطب التناسلي (ASRM)
  • الجمعية الأوروبية للتكاثر البشري وعلم الأجنة (ESHRE)
  • منظمة الصحة العالمية (WHO)

 

تقييمك :

يشارك :

مصدر :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *